أسرة آل قدامة المقادسة ودورهم العلمي

أسرة آل قدامة المقادسة هي أسرة فلسطينية الأصل دمشقية الدار، كان لها أثرها الواضح في تاريخ الفكر الإسلامي خلال العصر الأيوبي والمملوكي سواء بكثرة من ظهر فيها من العلماء أو باستمرار نشاطها العلمي عدة قرون (ما بين أواسط القرن السادس والحادي عشر الهجريين).

وأسرة المقادسة هي الأسرة التي نشأ في أحضانها الحافظ عبد الغني وابن خاله الموفق ابن قدامة صاحب المغني، وغيرهما من أعلام السنة ورواة الحديث وفقهاء المذهب الحنبلي، وهي شجرة باسقة مثمرة ذات فروع كثيرة نافعة، لها جهود عظيمة في خدمة السنة، ويقع للكثيرين الاشتباه والخلط بين أفرادها، وقد اشتهرت هذه الأسرة بالمقادسة لكونهم في الأصل من جَمَّاعيل التابعة لنابلس الجبل القريب من بيت المقدس.

وأسرة آل قدامة المقادسة كان قد هاجر كبيرهم أحمد بن محمد بن قدامة -أيام احتلال الصليبيين بيتَ المقدس وما حوله- من بلده جماعيل التي كان خطيبًا بها لما أخبِر بعزم حاكمها من قبل الصليبيين على قتله، فسافر مع أولاده إلى دمشق بصحبة زوج أخته عبدالواحد بن علي بن سرور -والد الحافظ عبدالغني المقدسي، فنزلوا بجبل قاسيون في مكان قفْرٍ فعمروه وسُمّي بالصالحية وغدا حيًا من أهمّ أحياء دمشق، واعتنت الأسرة كلها بالقرآن والحديث وروايته وبالعقيدة السلفية والمذهب الحنبلي إعتناءًا بالغًا، وشاركت مع صلاح الدين الأيوبي في تحرير بيت المقدس، ورحل كثير منهم طلبًا للحديث كالشيخ أحمد بن قدامة وابنه الموفق وابن أخته عبد الغني وسبطاه الضياء والبخاري والد الفخر، مرجع كثير من الأسانيد عند المتأخرين والذي كان شيخ الإسلام ابن تيمية يقول عنه لعلوّ سنده: “ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله  صلى الله عليه وسلم”.

وكانت وجهة أكثرهم في الرحلة بلاد المشرق كبخارى وأصبهان، فتحملوا كتب الحديث الكبيرة، فنقلوها إلى الناس، ورووها، ونسخوا منها النسخ الكثيرة، وبعد ذلك بمدةٍ هجم التتار على تلك الديار فأصبحت -بعد عمرانها- خرابًا، ولكن بعد أن نُقلت منها كتب السّـنّة التي حملتها تلك الديار منذ العصور الأولى في الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].

قدامة بن مقدم المقدسي:
الجد الأعلى الذي حملت الأسرة اسمه هو قدامة بن مقدام بن نصر بن عبد الله المقدسي. وكان من أهل قرية جَمَّاعِيْل أو جماعين (قرب نابلس) في القرن الخامس الهجري. ويبدو أنه أو ابنه محمدا قد التقى بأبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي الذي قدم القدس من بغداد ونشر مذهب ابن حنبل في فلسطين ثم في دمشق حيث توفي سنة 486هـ. ويروي لنا الموفق قصة ذلك اللقاء المبارك، فيقول: “كلنا في بركات الشيخ أبي الفرج .. لما قدم الشيخ أبو الفرج إلى بلادنا من أرض بيت المقدس تسامع الناس به، فزاروه من أقطار تلك البلاد. فقال جدي قدامة لأخيه: تعال نمشي إلى زيارة هذا الشيخ، لعله يدعو لنا. فزاروه، فتقدم إليه قدامة، فقال له: يا سيدي، ادع لي أن يرزقني الله حفظ القرآن. فدعا له بذلك، وأخوه لم يسأله شيئًا، فبقي على حاله”.

وكان محمد بن قدامة، ثم ابنه أحمد، ثم حفيده محمد أبو عمر، خطباء جماعين حين غزا الفرنجة الصليبيون فلسطين سنة 492هـ/1099م. وقد عاشوا مع فلاحي الريف الفلسطيني في إقطاع الأمراء الفرنجة.

أحمد بن محمد بن قدامة:
كان المسلمون في أرض بيت المقدس ونواحيها زمن احتلال الفرنج في شدة وضيقٍ، فقد كان الفرنج يؤذونهم ويحبسونهم، ويأخذون منهم أموالًا كالجزية، ويستخدمونهم في الفلاحة. وكان من أعتى الكفار وأكثرِهم تَجَــبُّرًا ابنُ بارزان الذي كانت تحت يده جمّاعيل والقرى التي حولها.

وكان خطيب جمّاعيل الشيخ العالم الزاهد الرجل الصالح أبو العباس أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي قد سافر واشتغل بالعلم ولاسيما الحديث النبوي الشَّريف فقد حدّث عن الإمام المحدِّث الشهير أبي الحسن رَزِين بن معاوية العبدريّ صاحب كتاب ” تجريد الصحاح”. ورجع إلى جمّاعيل وأقام بها ينفع الناس ويُقرِئُهم القرآن، ويقرأ لهم الأحاديث، ويعلّمهم كما يعلّم إخوته وأولاد عمه. وكان له أخت تزوجها عبد الواحد بن عليّ بن سرور، وكان بيته قريبًا من بيت أخته.

وكان الشيخ أحمد لا يرضى بمقامه تحت أيدي الكفار -كأبيه الذي كان يذكر الهجرة دائمًا، وكان يخطب أيام الجُمُعات ويجتمع الناس إليه، فقد تمثلت مقاومة آل قدامة في المزيد من التمسك بالدين والتقوى، حتى كان أبناء القرى يجتمعون اليهم في خطب الجمعة، وكان لأقوالهم صدى طيب في نفوسهم بسبب ما يعانونه من اضطهاد الإقطاع الفرنجي الذي كان يتقاضاهم الجزية أضعافًا مضاعفة ويؤذي الناس بالضرب والحبس وقطع الأرجل. فقيل لابن بارزان : “إنّ هذا الرجل الفقيه يُشغِل الفلاحين عن العمل، ويجتمعون عنده”.  فتحدث في قتله  فأعلم الشيخَ رجلٌ، فعزم على المضيِّ إلى دمشق، فسافر إليها سنة 551هـ / 1156م وصَحِبه عبدالواحد بن علي بن سرور -زوج أخته. وكانت دمشق سنة 551هـ / 1156م قد صارت منذ سنتين فقط لنور الدين محمود بن زنكي الذي اشتهر يومذاك بالجهاد والتقوى. ولما جاء دمشق، خرج إليه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشافعيّ (491 – 572هـ) ومعه ألف دينار فعرضها عليه فأبى، فاشترى بها موضعًا بدمشق، ووقفه على المقادسة. وكتب الشيخ أحمد إلى ابنه أبي عمر ليهاجر إليه بجميع أهله، فخرج بهم إلى دمشق متحملين المشقة صابرين، وكانوا نحوًا من أربعين نفسًا من ذكرٍ وأنثى وكبيرٍ وصغيرٍ. فأنزلهم الشيخ أحمد في مسجد أبي صالح، وضاق المسجد بعد ثلاث سنوات باللاجئين وكثرت عليهم المصاعب والأمراض المميتة والمشاكل بسبب عددهم ومذهبهم الحنبلي (وأكثر سكان دمشق شافعية)، فارتاد لهم أبو عمر منزلا آخر في سفح جبل قاسيون المطل على دمشق حيث تقوم على المزارات المباركة وبنى دارًا دعيت “دير الحنابلة”، وهي اليوم جامع الحنابلة. ومنذ سنة 554هـ/1159م بدأ تاريخ جديد لآل قدامة والبقعة التي نزلوها من قاسيون (وقد سميت الصالحية باسم سكنهم القديم في جامع أبي صالح) والمذهب الحنبلي الذي كان يحمله هؤلاء المقادسة.

وقد لحق بهم فيما بعد كثيرون من جماعين والقرى المحيطة بها (الجماعيات) وانتسبوا جميعًا إلى القدس لأنها الأشهر. وقد اهتم الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بالشيخ أحمد وأسرته وكان يساعدهم، وكان يقول: “هذا الشيخ أحمد رجل صالح، وأنا أزوره لأنتفع به”.

ثم بنى ابنه أبو عمر المدرسة العُمريّة، ثم كثر البناء في تلك المنطقة التي اشتهرت بالصالحية -قيل : سميت بالصالحية نسبةً إلى صلاح هؤلاء المقادسة، وقال أبو عمر المقدسيّ : “قال الناس: الصالحية، نسبونا إلى مسجد أبي صالح لأننا نزلنا فيه أولًا لا أنا صالحون”، وعقّب على ذلك العلامة محّد بن علي ابن طولون الصالحي الحنفي (880 – 953هـ)بأن قال: “وهذا من باب التواضع من الشيخ رحمه الله”، حتى صارت مفخرةً لدمشق يسهب في وصفها الرحالون والأدباء، وينشد في مدحها الشعراء.

وقد توفي الشيخ أحمد بعد أربع سنوات من ذلك التاريخ (سنة 558هـ)، قال الذهبي: “وكان صالحًا، زاهدًا، عابدًا، قانتًا، صاحب كرامات وأحوال، جمع أخباره سِبْطُه الحافظ ضياء الدِّين، وساق له عدَّة كرامات، وحكى عن خاله الموفّق، أنّ أَبَاهُ قرأ فِي شهر رمضان بمسجد أبي صالح خمسًا وستّين ختْمة، ثُمَّ حكاها عن الشَّيْخ العماد، عن الشَّيْخ أَحْمَد، أنّه قرأ ذلك. وقال العماد: كان الشَّيْخ أَحْمَد بين عينيه نور لا يكاد أحدٌ يراه إلا قَبَّل يده”.

وكان من أولاده:
1- أبو عمر محمد. 2- الموفَّق عبد الله. 3- بنت اسمها رقية تزوجها: عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي. 4- بنت اسمها رابعة تزوجها ابن أخته سعيدة: عبد الغني بن عبد الواحد.

وكان من إخوان الشيخ أحمد: 1- يوسف. 2- سعيدة: تزوجها عبد الواحد بن علي بن سرور، فوُلد له: إبراهيم والحافظ عبد الغني المقدسي.

وهؤلاء هم أركان أسرة المقادسة الشهيرة التي نبغ منها غير واحد من العلماء الذين نصروا العقيدة الأثرية، ونشروا الحديث النبويّ الشَّريف،  وخدموا مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، وقاموا برواية كتب السنة، وتركوا كتبًا عظيمة تزخر بخزائن العلم، وكانوا قدوةً لمن بعدهم في كثير من مجالات الخير، وهم بيت صلاح وعلم ورواية، قيل في بعض أفرادهم المتأخرين: “حدّث هو وأخوه وأبوه وجدّه وجدّ أبيه وجدّ جدّه”.

أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة:
هو الشيخ الزاهد الفقيه المقرئ المحدِّث محمّد بن أحمد بن قدامة، ولد سنة 528هـ بجمّاعيل، سمع الحديث من أبيه وغيره، وهو الذي ربى الموفَّق وغيره ولذا يقال عنه : “شيخ المقادسة”، وكان قدوةً صالحًا كثير الصيام والتلاوة والصلاة والجهاد، كان قلّما يتخلف عن غزوة، وكان ينسخ مختصر شيخ الحنابلة أبي القاسم عمر بن الحسين الخِرَقيّ المتوفى سنة 334هـ من حفظه، وكتب بخطه المليح عدة مصاحف وكتبًا كثيرة كالمغني لأخيه الموفَّق و”معالم التنزيل” لمحيي السُّنَّة الحسين بن مسعود البغويّ المتوفى سنة 516هـ، وهو واقف المدرسة العمرية، تُوفِّي سنة 607هـ .

وأبو عمر محمد هو الذي بنى مجد الجماعة ورسم لها خط الحياة العلمية الذي ظلت عليه في القرون التالية. فقد بنى لنفسه مدرسة عرفت بـ “المدرسة العمرية” على ضفة نهر يزيد في سفح الجبل (وآثارها باقية إلى اليوم). وظل يعمل على التدريس فيها طوال نصف قرن إلى أن توفي سنة 607هـ/1210م. وقد أدت زيادة الطلبة إلى قيام مدرسة أخرى بناها ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي صهر أبي عمر على باب دير الحنابلة لتكون دار حديث للغرباء ووقف عليها كتبه.

ومن أولاده: ابنته آمنة (550 – 631هـ) كانت مقرئةً صالحةً عابدةً، قرأت القرآن على والدها، وكانت البنات يقرأن عليها القرآن، وكانت كثيرة الصدقة. وثلاثة أبناء: عُمر وعبد الله وعبد الرحمن وهم من شيوخ ابن تيمية والذهبي والنووي رحمهم الله. وأشهرهم شمس الدين عبد الرحمن شيخ الإسلام المعروف بشيخ الجبل، وهو صاحب “الشرح الكبير على المقنِع للموفق”، و”كان شيخ وقته وفريد عصره”، وهو أول من ولي قضاء الحنابلة بدمشق وذلك سنة 664هـ، تولاه مدةً تزيد على اثني عَشَرَ عامًا وكان لا يأخذ أجرًا ويقول: “نحن في كفاية”، كما أنّه أول من درّس في دار الحديث الأشرفية، وتُوفِّي سنة 682هـ.

الموفَّق عبد الله بن أحمد بن قدامة:
هو شيخ الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر المقدسي الجمَّاعيلي موفق الدِّين العلامة المجتهد، ولد بجمّاعيل في شعبان سنة 541هـ، وحفظ القرآن وكان عالم أهل الشام في زمانه، وكان إمام الحنابلة في جامع دمشق، وكان حسن الأخلاق مجاهدًا شجاعًا، وكان يميل في مسائل الاعتقاد إلى طريقة المحدِّثين، ومن مؤلفاته في الفقه “عمدة الفقه”، و”المقنِع”، و”الكافي”، و”المغْني”، تُوفِّي يوم الفطر سنة 620هـ. وابنه مجد الدِّين عيسى (578 – 615هـ) كان فقيهًا خطيبًا، خطب مدة بالجامع المظفريّ.

عبد الواحد بن أحمد السعدي:
وللموفق وأبي عمر أخت اسمها رقية وتكنى أمّ أحمد، كانت امرأة صالحة، تنكر المنكر، ويخافها الرجال والنساء، وتفصل بين الناس في القضايا، وكانت تاريخًا للمقادسة في المواليد والوفيات، تُوفِّيت في شعبان سنة 621هـ، تزوجها عبدالواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسيّ السعديّ، وهو من بيت علمٍ وفضل، فابنُ أخيه عبد الرحمنُ بن إبراهيم  بن عبد الرحمن بن إسماعيل بهاء الدِّين أبو محمّد، لازم الموفَّق وتفقه به، وهو صاحب”العدة في شرح العمدة”، وكان متواضعًا حسن الخُلُق، وأقبل على طلب الحديث، وكتب فيه الكثير، وسُمع عليه “فضائل القرآن” للفريابيّ، وأقام يؤمّ بنابلس بعد فتوح صلاح الدين الأيوبي سنين كثيرة، وانتفع به خلق كثير، وتُوفِّي سنة 624هـ، وقد رُزق عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسيّ السعديّ ابنة عالمةً هي آسية أمّ أحمد (577 – 640هـ) كانت ديّنة خيّرة كثيرة الصيام والصلاة، محافظة على قيام الليل، حافظة لكتاب الله، وكانت تلقِّن النساء القرآن الكريم.

كما رُزق ثلاثة أبناء علماء، منهم:
أحمد شمس الدِّين، العلامة الأصوليّ المعروف بالبُخَاريّ لتفقهه وتحصيله العلوم ببخارى، وكان ذكيًا فصيحًا من أوعية العلم، تُوفِّي سنة 623هـ، وابنه فخر الدِّين عليّ مسند الدنيا (595 – 690هـ)، وناهيك بمن يقول في حقه شيخ الإسلام ابن تيمية: “ينثلج صدري إذا أدخلت ابن البُخَاريّ بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث”، وهو آخر من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية رجال ثقات بالسماع المتصل، وحصل الفخر لمن أخذ عن أصحاب الفخر، روى كثيرًا، وألحق الأحفاد بالأجداد.

الشهرة العلمية لآل قدامة المقادسة:
أخذت سمعة آل قدامة في التقى وسمعة مدرستهم في العلم تنتشران، وأخذ تلاميذهم في القرآن والحديث والفقه يتكاثرون. وكانت الأموال والأوقاف والهبات بالمقابل تتدفق على الجماعة المقدسية والمدرستين والأبنية القائمة حول دير الحنابلة فتحولت البقعة الى بلدة كاملة ذات أسواق ومنازل وسكان ومساجد. وبنى بعض الأمراء مقابرهم في أطرافها. وكانت صالحية آل قدامة الحنابلة ترافق في نشاطها في تلك الفترة النشاط السياسي والعسكري والعلمي العظيم الذي عرفته دمشق أيام نور الدين فصلاح الدين والملك العادل. ولم يكن غريبا مع الحماسة الدينية التي أعقبت فتح القدس والأخطار الداهمة التي هددت بعد ذلك قلب العالم الإسلامي أن يصبح المركز الذي أقامه آل قدامة للعلوم الدينية في سفوح دمشق مركز إشعاع روحي واسع يجتذب الكثير من الأستاذة والطلاب على السواء.

وإذا كان آل قدامة قد أعطوا هذا المركز الكثير من جهودهم الفكرية فإن ما لقوه من التشجيع الكبير والاحترام والتكريم دفعهم بالمقابل إلى المزيد من العمل والانتاج والاندفاع.

ولم يكن آل قدامة في هذا الجهد كله وحدهم، فإن نجاحهم كان قد أغرى منذ الأيام الأولى مجموعة من الأسر الحنبلية القريبة لهم في جماعين وما حولها بالهجرة إليهم على توالي السنين والدخول في نشاطاتهم العلمية نفسها. وقد ظلت هذه الهجرة قائمة في العصر الأيوبي والعصر المملوكي الأول. وهكذا انتقل بالتدريج مجتمع قروي كامل من تلك البقاع الفلسطينية إلى سفح قاسيون بدمشق وتحول من العمل الزراعي إلى النشاط العلمي.

وبرز منه، كما برز من آل قدامة وبتأثيرهم، عدد من العلماء يرتبطون بآل قدامة بالروابط العائلية المتفاوتة. وقد حملوا مثلهم لقب المقادسة. وأبرز تلك الأسر خمس:

1- آل عبد الهادي، وجدهم يوسف بن محمد بن قدامة هو شقيق أحمد المهاجر الأول إلى دمشق.

2- بنو سرور بن رافع الجماعيلي ويرتبطون بآل قدامة برابطة المصاهرة.

3- بنو عبد الواحد بن أحمد السعدي، وهم بدورهم أصهار لآل قدامة.

4 و 5- هما أسرة راجح وجماعة ممن يحملون نسبة المرداوي، وبينهما وبين آل قدامة روابط قرابة عائلية.

وقد أسهم عدد من رجال هذه الأسر بدرجات متفاوتة في النشاط العام لذلك المركز العلمي الذي أسسه الحنابلة القداميون.

من جهة أخرى اجتذب آل قدامة بحركتهم العلمية النشيطة وسمعتهم الدينية علماء الحنابلة من حران وبغداد ونابلس وبعلبك وغيرها إلى دمشق، وشاركوا في نشاطات المركز الحنبلي الصالحي وذيوع شهرة دمشق العلمية. ولعل من أبرز هؤلاء الإمام ابن تيمية الحراني (661 – 728هـ) المجتهد المشهور، وأبناء مفلح المقدسيون، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المسندين والحفاظ المحدثين والفقهاء والقضاة من أصحاب المذاهب الأخرى.

وأدى تأثير المركز الصالحي من جهة ثانية إلى تصدير المذهب الحنبلي إلى مصر وبعلبك وغيرها. وقام في نابلس فرع من بني سرور (أولاد نعمة) أطلع بعد تحرير فلسطين من الفرنجة عددا من العلماء الحنابلة ناظروا أقرباءهم في الشام وإن لم يحظوا بالتألق نفسه. وقد استمر نشاط هذه الجماعة العلمية في نابلس حتى أواسط القرن الثامن الهجري.

ونتيجة لذلك كله، ومع نمو دمشق الاقتصادي والسياسي في العهد المملوكي باعتبارها مركز نيابة السلطة، ومع نشاط مدارس دمشق الأخرى ودور الحديث ركيزة العلماء في ذلك العهد، صارت المدرسة العمرية في سفح قاسيون مركزًا من مراكز العلم الكبيرة في الإسلام، وإن تكن خاصة بالمذهب الحنبلي. ويذكر ابن عبد الهادي أحد مؤرخي الأسرة في القرن الثامن الهجري أنه “لم يكن في بلاد الإسلام أعظم منها”. وإذا كانت قد بدأت بعشر غرف للطلبة قد زاد فيها الناس عشرات الغرف الأخرى وانهالت عليها الهبات والأوقاف و”قل سنة من السنين تمضي (حتى ما بعد قرنين) إلا وصير إليها فيها وقف”. وكان في المدرسة مكتبة غنية بالمصاحف (منها مصحف بخط الإمام علي) وكتب الحديث والفقه واللغة والأجزاء والمجلدات.

على أن المدرسة أصيبت مع الصالحية ودمشق بضربتين قاسيتين أشد القسوة. كانت الأولى ضربة قازان المغولي (آخر القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي) التي نهبت الصالحية: مساجدها ومدارسها وكتبها ورجالها والنساء. وكانت الثانية ضربة تيمورلنك بعد قرن من ذلك (مطلع القرن التاسع الهجري / الخامس عشر الميلادي) وقد دمرت دمشق والصالحية معها أشنع التدمير.

واستطاعت الصالحية أن تعود بعد ضربة قازان إلى سيرتها الأولى في العلم والعمران والاقتصاد، وأن تعود المدارس بما فيها الحنبلية إلى العطاء حتى رآها ابن بطوطة في أواسط القرن الثامن “مدينة عظيمة لها سوق لا نظير له، وفيها مسجد جامع  ومارستان”، ورأي مدرسة أبي عمر على شاطئها في التعليم والجراسة الكافية على طلابها بالمأكل والملبس. ولكن النكبة التيمورية أضعفت ذلك النشاط كثيرًا. وإذا وصف القلقشندي الصالحية في أواخر القرن التاسع ومطلع العاشر بأنها “مدينة ممتدة ذات بيوت ومدارس وربط وأسواق وبيوت جليلة وبساتين ..” فإن النشاط العلمي لآل قدامة كان قد ضعف ولم تعد مدرسة أبي عمر ولا دار الحديث الضيائية المحمدية (نسبة إلى ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي) ولا غيرها تطلع ذلك الرعيل الأول من مشهوري العلماء، وإان استمرت تعيش على أمجادها السابقة وتكرر تخريج الشيوخ الموظفين بعد ذلك قرنا وبعض القرن.

إن مجموع العلماء الذين ظهروا من آل قدامة والأسر المتصلة بهم وذكرتهم كتب التراجم يزيدون في العدد على 110 شيوخ، منهم قرابة النصف من آل قدامة (أسرة أحمد وابنه  أبي عمر 52 اسمًا) و14 اسمًا من آل عبد الهادي و12 اسمًا من آل عبد الواحد والباقي من أسرة راجح ومن المرداويين.

وتتضمن هذه الأسماء عددًا من النساء العالمات. فقد مس النشاط العلمي أيضًا نساء البيت القدامى وأدخلهن في الجو العام لعلوم الحديث والفقه وسمع عليهن عدد من علماء العصر. ومن أبرز علماء آل قدامة والأسر المتصلة بهم: عبد الغني بن عبد الواحد (541 – 600 هـ/1147 – 1204م) ومؤلفاته تزيد على 45 كتابًا، وموفق الدين عبد الله بن أحمد (541 – 620هـ/1146 – 1223م)، وضياء الدين محمد بن ابراهيم بن عبد الواحد (569 – 642هـ/1173 -1245م) وكان محدث عصره، وشمس الدين محمد بن ابراهيم بن عبد الواد (603 – 676هـ/1206 – 1277م) قاضي القضاة في مصر، وعائشة بنت الموفق، وفخر الدين علي بن أحمد بن عبد الواد (575 – 690هـ/1179 – 1291م) الذي حدث سنتين سنة وصار مسند عصره كله، وشمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي (704 – 744هـ /1304 – 1343م) وله 58 مؤلفًا، وعائشة بنت عبد الهادي (723 – 816هـ /1323 – 1413م) التي أصبحت آخر عمرها أسند أهل الأرض ورحلة الدنيا.

ولا شك في أن آل قدامة ومن ارتبط بهم من الأسر العلمية قد تركوا في تاريخ القرون التي عاشوها أثرهم الواضح:

1- فقد أسهموا في إشاعة النماذج المثلى للعلم والتقوى في تلك العصور بما عرف عنهم من السلوك الديني والزهد. وتمثل الاحترام العام لهم في رعاية الحكام لمكانتهم ومبالغة الناس في تكريمهم.

2- امتد تأثيرهم في المدى الزماني عدة قرون، وفي المدى المكاني من الصالحية ودمشق إلى ضواحي الشام (دومة والرحيبة والضمير) ثم إلى بعلبك وقراهم في جماعين، وإلى نابلس والقدس وممصر والاسكندرية وحران وإربيل وبغداد.

3- قدموا لنظام الحكم المملوكي أعدادًا كثيرة من رجال القضاء والإفتاء وأصحاب الوظائف الدينية.

4- تركوا تراثًا واسعًا من المؤلفات في الفقه الحنبلي وكتب الترجم والحديث وعلوم القرآن واللغة، وكان إسهامهم الأساسي في بلورة الفقه الحنبلي.

5- جمعوا مجموعة واسعة من الكتب المخطوطة ما تزال بقاياها من ثروة المكتبة الظاهرية بدمشق. وكتبوا منها بخطوطهم الآلاف.

6- أسهموا في تلك العصور في تعليم المرأة حتى ظهرت منهم عدة نساء عالمات.

7- كان من نتيجة نشاطهم قيام بلدة صغيرة هي الصالحية التي صارت اليوم من أكبر أحياء دمشق.

ولا تكاد توجد في تاريخ الشام هجرة قروية صغيرة استطاعت أن تترك أثرًا كذلك الأثر الذي تركته هجرة آل قدامة إلى دمشق من حيث السعة والزمن والعمق والنوع.

الدولة العامرية وفترة الحجابة في الأندلس

عهد الدولة العامرية في الأندلس يسمى بفترة الحجابة (366 – 399هـ)، وهي فترة حكم الخليفة هـشام الثاني أو هـشام المؤيد بن الحكم المستنصر، ولم يكن له من الأمر شيء، فقد سيطر الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وأولاده من بعده على أمور الدولة، وهيمنوا على الخلافة الأندلسية، فكان ذلك بداية البوار، ووصف هـذا العصر بأنه: “عصر القوة التي تحمل الضعف، والانتصار الذي ينطوي على الهزيمة ..”  %d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%85%d8%b1%d8%a7

وقد سارت الثقافة الأندلسية في فترة الحجابة أو الدولة العامرية بقوة الدفع التي كانت سائدة في عصر الخلافة الأموية أي عصر الخليفة عبد الرحمن الناصر (300 – 350هـ) وابنه الحكم المستنصر (350 – 366هــ).

الحركة العلمية في فترة الحجابة
ومن أولى الملاحظات على علوم هـذا العصر، أنه لم نر أي تقدم ملحوظ وجد في أي ميدان من ميادين المعرفة، ولا نرى أعلامًا بارزين في أي فرع من فروع الثقافة، باستثناء تلك البقية الباقية من أعلام فترة الخلافة الأموية.

وربما كان من عوامل استمرار الدفع للثقافة الأندلسية في هـذه الفترة،هـو أن الحاجب المنصور كان على صلة قديمة بالثقافة، وقد ارتبط بها منذ نشأته، وأنه كان مصاحبًا للعلماء، ويروى عنه: بأنه كان له مجلس علمي يضم كبار علماء عصره، وأن هـذا المجلس كان يعقد اجتماعات دورية أسبوعية يحضره المنصور طيلة إقامته بقرطبة .

العلوم اللسانية النقلية
ولذا نرى نماذج قليلة للعلماء في مجال اختصاصاتهم، ففي العلوم اللسانية (النقلية) نرى استمرار بعض علماء فترة الخلافة إلى فترة الحجابة: ففي علم التفسير نجد محمد بن عبد الله المقري (340 – 420هـ)، وفي علم القراءات نرى عبد الله بن محمد القضاعي (توفي عام 378هــ) الذي كان يقرأ على قراءة الإمام ورش عثمان بن سعيد.

ومن أعلام الحديث في هـذه الفترة عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن فطيس (توفي عام 402هــ)، وألَّف العالم يحيى بن شراحيل (توفي عام 372هــ) كتابًا في توجيه حديث الموطأ للإمام مالك، واشتهر كتاب تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي في هـذه الفترة أيضًا

العلوم العقلية
أما في مجال العلوم الصرفة (العقلية) فاشتهر العالم أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي (توفي عام 404هــ) وهو صاحب كتاب (التصريف لمن عجز عن التأليف) وهو كبير جراحي الأندلس في هـذه الفترة.

أما إمام العلماء في الرياضيات والفلك في هـذه الفترة فهو أبو القاسم مسلمة المجريطي (توفي عام 398هــ)، وهو الذي عني بزيج محمد بن موسى الخوارزمي وحوله من السنين الفارسية إلى السنين العربية

خمول الدراسات الفلسفية
وثاني الملاحظات على علوم هـذا العصر هي: خمول الدراسات الفلسفية، ويعود سبب ذلك إلى مقاومة الحاجب المنصور لهذه الدراسات، من أجل إرضاء عامة الناس، وكسب تأييد الفقهاء. ومن أبرز أعماله فيهـذا المجال إحراقه لكتب الفلك والمنطق والفلسفة التي كانت تمتلئ بها مكتبة الحكم المستنصر، وبهذا خمدت روح البحث العلمي، وقيدت الحرية الفكرية، وتهيب الناس من دراسة العلوم العقلية، وقد تخفى بعض العلماء، وهرب القسم الآخر نحو المشرق للتخلص من الاضطهاد

ازدهار الدراسات اللغوية
وثالث الملاحظات على علوم هـذه الفترة، هـي ازدهار الدراسات اللغوية، والتي دفعت بعوامل من المشرق الإسلامي وليس بسبب ذاتي، حيث وَصَل في هـذه الفترة اللغوي المشرقي الأديب صاعد البغدادي (أبو العلاء صاعد بن أبي الحسن بن عيسى) إلى الأندلس عام 380هــ في أيام الحاجب المنصور، فاستقبله المنصور أحسن استقبال.

ولقي صاعد البغدادي الأمرَّين في الأندلس، وتصدى له بعض علمائها ودخلوا معه في محاورات علمية انحدرت أحيانًا إلى درجة المكائد، إلا أن هـذه المحاورات وجهود صاعد اللغوية أدت إلى تنشيط الحركة اللغوية في فترة الحجابة. وكان كتاب الفصوص الذي ألفه صاعد ذا أثر كبير في تغذية الدراسات اللغوية والأدبية في الأندلس

الأدب في الأندلس
وسار الأدب في فترة الحجابة بقوة الدفع التي كانت في فترة الخلافة، فظل على ما كان عليه من أنواع، بل إن بعض الظواهر الأدبية الجيدة التي أينعت في فترة الخلافة، قد اختفت في فترة الحجابة، وكان ذلك بسبب تأثر الأدب بالظروف السياسية الاستبدادية والأوضاع الثقافية المقيدة.

أحوال الشعر
وأهم أنواع الشعر التي نالت حظًا كبيرًا في هـذه الفترة، هـو شعر المجون الذي يعكس حالة المجتمع المتردية، وشعر المديح الذي كان بمثابة أبواق دعاية للحكم الاستبدادي، وشعر الاستعطاف، وشعر النقد السياسي. ومن أشهر شعراء الفترة ابن دراج القسطلي، الذي غلب طابع المدح على أغلب شعره .

أحوال النثر
أما النثر، فقد توقف النوع التأليفي، واستمر النثر الخالص، ولكن أهم ما يلاحظ على أسلوب النثر في هـذه الفترة، ظهور أثر طريقة ابن العميد (وزير عضد الدولة البويهي توفي عام 360هــ)، تلك الطريقة التي تميل إلى الإطناب، وتعتمد على السجع والجناس، مع ذكر بعض الأمثال أو الإشارات التاريخية، مع تدعيم النثر بالشعر.

وليس من شك في أن حياة الترف ومظاهر الفخامة في فترة الحجابة، كانت من أسباب الاستجابة إلى هـذه الطريقة من أسلوب النثر خلال هـذه الفترة. وكذلك آثار ابن العميد ومن نحوا طريقته كالصاحب بن عباد الفارسي، وهو من وزراء البويهيين أيضًا توفي عام 385هــ ولقب بالصاحب لأنه كان يصحب ابن العميد.

وكان إسماعيل بن عباد أديبًا بارعًا في فن الترسل وله رسائل منشورة، قد وصلت إلى الأندلس قبيل فترة الحجابة، فيما وصل من تراث المشرق خلال القرن الرابع الهجري، وبخاصة في فترة الخلافة، ولكن أثر هـذه الطريقة قد ظهر في فترة الحجابة

الحركة العلمية في عهد الفتنة بالأندلس
أما فترة الفتنة (399 – 422هــ)، فهي فترة التفكك والانحلال، والتي أدَّت إلى سقوط الخلافة الأندلسية وقيام عصر الطوائف، وكان من نتائج هـذه الفتنة، أن تعطل النشاط الثقافي وبخاصة في قرطبة، فأغلقت المدارس وانحلت حلقات الدرس، وقتل بعض العلماء وخاصة ابن الفرضي صاحب كتاب (تاريخ علماء الأندلس) عام 403هــ، وهاجر البعض من قرطبة إلى شرقي الأندلس كابن حزم حيث يلتمس شيئًا من الأمن.

وعلى الرغم من كل ذلك لم تخمد أنفاس الحركة العلمية في الأندلس خلال هـذه الفترة، فقد كانت هـناك بقية من العلماء الأندلسيين الذين أدركوا الازدهار في فترة الخلافة، أو انتفعوا بقوة الدفع في فترة الحجابة، فحفظوا للأندلس كثيرًا من علمها وثرائها على الرغم مما كان فيها من فتنة مبيرة كما يقال.

ومن أشهر هـؤلاء العلماء: أبو عمر أحمد بن محمد بن الجسور وكان أحد شيوخ الحديث، وأبو محمد عبد الله بن يوسف الرهوني وكان مؤدبًا محدثًا مجودًا للقرآن. كما كان هـناك بعض العلماء ممن وفدوا إلى الأندلس من أقطار مشرقية، وكان لهم فيها حينذاك دور علمي كبير، ومن أشهر الوافدين إلى الأندلس في هـذه الفترة أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن أبي يزيد المصري، وكان أديبًا نسابة، حافظًا للحديث عالمًا بالأخبار.

كذلك كان في بعض الأقاليم الأندلسية البعيدة عن مركز قرطبة، حظ من النشاط العلمي، وقد كان شرقي الأندلس من تلك الأقاليم التي نعمت ببعض الأمن، فعُرفت بعض المدن هـناك في هـذه الفترة بحياة علمية لا بأس بها . وبرز في الأندلس خلال فترة الفتنة عالمان جليلان لهما دور بارز في ثقافة الأندلس هـما: أبو محمد بن حزم (384 – 456هــ) وأبو مروان بن حيان (377 – 469هــ).

فأما ابن حزم انصرف إلى العلم بعد سقوط الخلافة الأندلسية وتجول في ربوع الأندلس وبخاصة في شرقها ناشرًا مذهبهُ الظاهري، ولقي الأمرَّين من علماء المالكية وبالذات من أبي الوليد الباجي داعية الوحدة في الأندلس.

أما ابن حيان فعلى الرغم من توليه بعض المناصب الإدارية في هـذه الفترة، إلا أنه انصرف إلى كتابة الأدب والتاريخ، واشتهر بكتابه المقتبس

وتأثر الأدب بأحداث الفتنة تأثرًا كبيرًا، فنرى أولًا انتشار أدب التلهي والنفاق والتفاهة، أو ما يسمى بأدب الهروب، وثانيًا ظهر أدب التأمل والنقد أو ما يسمى بأدب المراجعة. وقد كان الشعر مجال النوع الأول (أدب الهروب) وكان النثر مجال النوع الثاني (أدب المراجعة)، ومن هـنا خطا النثر خطوات واسعة حتى سبق الشعر، فظهرت أنواع نثرية جديدة وجادة، أتاح لها انطواء بعض الأدباء وعكوفهم جوًا ملائمًا فيه تأمل وفيه مراجعة، مما ساعد على التخيل والنقد والتحليل.

ومن أشهر شعراء هـذه الفترة أبو عامر بن شُهيد (382 – 426هــ)، وأبو محمد بن حزم الذي سيعاصر الطوائف. وفي مجال النثر، فقد اشتهر هـذان العالمان أيضًا، فابن شُهيد له رسالة التوابع والزوابع وهي قصة خيالية يحكي فيها ابن شُهيد رحلة في عالم الجن.

أما أبو محمد بن حزم فأشهر كتاب له في هـذا المجال، هـو طوق الحمامة في الألفة والأُلاَّف، ويتناول فيه دراسة عاطفة الحب بشكل مفصل واعتمد أسس التجربة والتحليل النفسي في منهجه

الفرق بين المسجد الاقصى وقبة الصخرة

نظرآ لما حل بالمسجد الاقصى الشريف وما يحصل به منذ القدم
منذ ان وطئت اقدام ابناء القردة والخنازير هذه الارض الطاهرة وهم يحاولون ان يضللوا ابناء المسلمين باظهار قبة الصخرة المشرفه على انها هي المسجد الاقصى ليتسنى لهم تحقيق مآربهم الدنيئة
فعليهم مايستحقون من سخط وعذاب وويل في الدنيا قبل الآخرة لذا وجب علي كمسلم ان اوضح لكم بالصور والادلة على ان هناك فرق بينهم وما نراه في وسائل الاعلام ماهو الا مسجد قبة الصخرة
مسجد قبة الصخرة.jpg

مسجد قبة الصخرة

اما هذا هو المسجد القبلي المبارك يارب ارزقنا صلاة فيه قبل الموتالمسجد الاقصى المبارك.jpg

المسجد الاقصى المباركمن الداخل.jpg

اما هذا هو المسجد القبلي من الداخلمنبر.jpg

و منبر صلاح الدين بعد حرقه احرقهم الله

صور قديمة من داخل المسجد الأقصى وصور للمحراب قبل وبعد حرقه من الصهاينة وما تبفى منه

قبل.jpg

وهذه صورة لما تبقى من المنبر، مأخوذة من المتحف الاسلامي داخل المسجد الأقصى.%d9%85%d9%86%d8%b8%d8%b1-%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%82-%d9%83%d8%a8%d9%8a%d8%b1-%d8%af%d8%a7%d8%ae%d9%84-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d9%84%d9%8a

منظر عام لراق كبير داخل المسجد القبليّ
احد.jpg

أحد محاريب المسجد الأقصى%d9%85%d8%ad%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%82%d8%b5%d9%89

المسجد القبلي

%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a8%d8%a9                                                  مسجد قبة الصخرة من الداخل

إن من زرع هذه الفكرة في وسائل الأعلام المختلفة هو الصهاينة ليضللوا المسلمين ووسائل الاعلام المختلفة عن حقيقة مكان المسجد الأقصى حتى يتسنى لهم هدم المسجد وإقامة هيكلهم المزعوم

والذي يجب أن يعرفه الجميع ان المسجد الأقصى تبلغ مساحته 144 ألف متر مربع ، وتشمل المسجد المغطى ومسجد الصخرة المقدسة والمصلى المروانى و الأقصى القديم ودار القرآن الكريم ودار الحديث الشريف ومكاتب إدارة المسجد الأقصى والحراسة.%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%b5

المسجد الاقصى المبارك…هو مسجد بيت المقدس……وهو أولى القبلتين……وثاني مسجد بني في الأرض…

قال تعالى
((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير))
{الإسراء: 1}.

ومما يبين فضائله قوله صل الله عليه وسلم:
((لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى.))
رواه البخاري ومسلم.

مسجد قبة الصخرة

هو المسجد الذي بناه الخليفة الأموى عبد الملك بن مروان
على الصخرة الشريفة
ويسعى اليهود الى محاولة التلبيس علينا وخلط المفاهيم
حتى نعتقد بأن مسجد قبة الصخرة
هو المسجد الأقصى
وحتى ننسى المسجد الأقصى
فتتاح لهم فرصة التخريب بالمسجد الأقصى

المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين ، وأحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال ، وقد قيل : إن الذي بناه سليمان عليه السلام ، كما ثبت ذلك في سنن النسائي (693) وصححه الألباني في صحيح النسائي ، وقيل أنه كان موجوداً قبل سليمان عليه السلام وأن بناء سليمان له كان تجديداً بدليل ما ثبت في الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام قال قلت ثم أي ؟ قال المسجد الأقصى قلت كم كان بينهما ؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه ” ( رواه البخاري ( 3366 ) ومسلم ( 520 ) .

وقد أسري بالنبي صل الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ، وصلى بالأنبياء في هذا المسجد المبارك .

قال سبحانه : ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) الاسراء / 1.
وأما قبة الصخرة فقد بناها الخليفة
عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ

جاء في الموسوعة الفلسطينية 4/203
( كان اسم المسجد الأقصى يطلق قديما على الحرم القدسي الشريف كله وما فيه من منشآت أهمها قبة الصخرة المشرفة التي بناها عبد الملك بن مروان سنة 72 هـ/ 691 م وتعد من أعظم الآثار الإسلامية. وأما اليوم فيطلق الاسم على المسجد الكبير الكائن جنوبي ساحة الحرم ).

وجاء في الموسوعة أيضا (3/23) :
( يقوم بناء قبة الصخرة في وسط ساحة المسجد الأقصى ، في القسم الجنوبي الشرقي من مدينة القدس ، وهي ساحة فسيحة مستطيلة الشكل تمتد من الشمال إلى الجنوب مقدار 480 م ، ومن الشرق إلى الغرب مقدار 300 م تقريبا ، وتكون هذه الساحة على وجه التقريب خمس مساحة مدينة القدس القديمة ) . أ.هـ بتصرف

فالمسجد الذي هو موضع الصلاة ، ليس هو قبة الصخرة ، لكن لانتشار صورة القبة ، يظن كثير من المسلمين حين يرونها أنها المسجد ، والواقع ليس كذلك ، فالمسجد يقع في الجزء الجنوبي من الساحة الكبيرة ، والقبة بنيت على صخرة مرتفعة تقع وسط الساحة .

وقد سبق أن اسم المسجد كان يطلق على الساحة كلها قديما .
ويؤكد هذا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموعة الرسائل الكبرى 2/61 ( فالمسجد الأقصى اسم لجميع المسجد الذي بناه سليمان عليه السلام ، وقد صار بعض الناس يسمي الأقصى ، المصلى الذي بناه عمر بن الخطاب في مقدمته . والصلاة في هذا المصلى الذي بناه عمر للمسلمين أفضل من الصلاة في سائر المسجد ، فإن عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس وكان على الصخرة زبالة عظيمة لأن النصارى كانوا يقصدون إهانتها مقابلة لليهود الذين يصلون إليها ، فأمر عمر بإزالة النجاسة عنها ، وقال لكعب : أين ترى أن نبني مصلى للمسلمين ؟ فقال : خلف الصخرة ، فقال : يا ابن اليهودية ! خالطتك اليهودية ، بل أبنيه أمامها فإنّ لنا صدور المساجد .

ولهذا كان أئمة الأمة إذا دخلوا المسجد قصدوا الصلاة في المصلى الذي بناه عمر، وأما الصخرة فلم يصل عندها عمر ولا الصحابة ولا كان على عهد الخلفاء الراشدين عليها قبة ، بل كانت مكشوفة في خلافة عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان … وأما أهل العلم من الصحابة والتابعين لهم بإحسان فلم يكونوا يعظمون الصخرة فإنها قبلة منسوخة … وإنما يعظمها اليهود وبعض النصارى ).

وإنكار عمر على كعب الأحبار وقوله له :
( يا ابن اليهودية ) لأن كعباً كان من أحبار اليهود وعلمائهم ، فلما أشار على عمر بن الخطاب ببناء المسجد خلف الصخرة كان في ذلك تعظيماً للصخرة حتى يستقبلها المسلمون في الصلاة ، وتعظيم الصخرة من دين اليهود لا من دين المسلمين .

سياسة إسرائيلية لخلط المعرفة بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة

عمد الإعلام الإسرائيلي إلى إبراز صورة مسجد قبة الصخرة في جميع المناسبات على انه المسجد الأقصى وذلك بهدف محو صورة المسجد الأقصى من ذاكرة الأجيال, حيث يرمي المخطط الصهيوني إلى هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان مكانه.
ويعتقد الكثيرون من الناس ان قبة الصخرة هي المسجد الأقصى لكن في الحقيقة يوجد فرق كبير بينهما عمان نت حملت صورة قبة الصخرة وسألت العديد من الأشخاص لمن هذه الصورة لتجد الأغلبية تقول إنها صورة الأقصى.

أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور قال لعمان نت هذه السياسة يجب أن تواجه ليس على مستوى قطري بل على مستوى الأمة لمواجهة هذا المشروع الذي يهدف للنيل من المسجد الأقصى, وقال إن هذه السياسة الصهيونية تهدف لتدمير المسجد الأقصى ومحوه من ذاكرة الشعوب.

وكان مفتى القدس والديار الفلسطينية
د عكرمة صبري قد دعا وسائل الإعلام العربية والإسلامية إلى نشر صورة المسجد الأقصى كاملة بجميع مرافقه وتوابعه, محذرا صبري من خطورة استمرار وسائل الإعلام في بث ونشر صورة قبة الصخرة على أنه المسجد الأقصى دون عرض الصورة الكاملة للمسجد وهو ما يعتبر تشتيتا للأذهان وخاصة لشباب الأمة.

وكان أول بناء للمسجد الأقصى في عهد الخليفة عمر بن الخطاب حوالي عام 20 هـ وكان مبنياً من الخشب أما المسجد الثاني فقد بناه عبد الملك بن مروان وأكمله ابنه الوليد وكانت مساحته ضعف مساحة البناء الحالي وأما المسجد الحالي فيرجع إلى الفترة الفاطمية حيث قام المعز لدين الله بتضييق المسجد وإزالة أربعة أروقة من كل جانب.

أما قبة الصخرة بناها الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ) حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م.

منذ فترة صدر بيان للجنة صهيون نشرته مجلة نيويورك تايمز الأمريكية مرفقا به خريطة لمدينة القدس، يختفي فيها الأقصى ويظهر مكانها هيكل سليمان..
ويؤكد البيان أنه لا وجود لإسرائيل بدون القدس،ولا وجود للقدس بدون الهيكل ..
[B]وإن موعد بناء الهيكل قد اقترب, ولكي يتم البناء يجب أن يتم هدم الأقصى، وخطة الهدم وضعت منذ فترة طويلة ويأتي ضمن الخطة تنفيذ مخطط إعلامي يسعى لترسيخ صورة مسجد قبة الصخرة على أنها صورة .الأقصى

صورة المسجد القبلي من الداخلالمسجد القبلي من الداخل.jpg

المسجد الأقصى المبارك هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي(ذو القبة الرصاصية السوداء) والواقع أقصى جنوبه ناحية “القِبلة”، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وأسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات.

وضعه الحالي

يعاني المسجد الأقصى المبارك، منذ عام 1967م، من الاحتلال الصهيوني الذي:

اعتدى على حرمة المصلين داخله، واستباح دماءهم في عدة مذابح داخل ساحاته الآمنة.

أحرق جزءا منه، وحاول تفجيره، وتخريبه غير ذات مرة.

استولى على أجزاء منه، مثل: باب المغاربة، وحائط البراق الذي حوله إلى حائط مبكى يدنسه اليهود، بينما يمنع المسلمون من الاقتراب منه.

حاصر أبوابه الأخرى، ومنع المصلين من حرية الوصول إليه والصلاة والرباط فيه، بينما أتاح لليهود دخوله.

شق الحفريات والأنفاق تحت أساساته، ما أدى إلى تصدع أجزاء منه.

منع محاولات ترميمه، وإعادة بناء ما تصدع منه.

زعم بأن الأقصى في موضع الهيكل توطئة لهدمه، وإقامة هذا الهيكل المزعوم.

معلومات عن المسجد الأقصى%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%b5
هو المسجد الواقع بمدينة القدس في فلسطين، والذي إليه أسري بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام حسب ما ورد في القرآن الكريم بسورة الإسراء {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}

وفي المسجد الأقصى صلى النبي محمد صل الله عليه وسلم إماما بالأنبياء قبل أن يعرج به إلى السماء.

وهو أيضاً أولى القبلتين حيث صلى إليه النبي محمد والمسلمون سبعة عشر شهراً قبل أن يؤمروا بالتحول شطر المسجد الحرام، كما أنه ثالث الحرمين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة.
وبالإضافة إلى ذلك فقد ظل المسجد الأقصى على مدى قرون طويلة مركزاً هاماً لتدريس العلوم ومعارف الحضارة الإسلامية، ومركزاً للاحتفالات الدينية الكبرى، ومكانا لإعلان المراسيم السلطانية وبراءات تعيين كبار الموظفين.

المسجد الأقصى المبارك :
هو اسم لكل ما دار حوله السور الواقع في أقصى الزاوية الجنوبية الشرقية من مدينة القدس القديمة المسورة بدورها، ويشمل كلا من قبة الصخرة المشرفة (ذات القبة الذهبية) والموجودة في موقع القلب منه، والجامع القِبْلِي[1](ذو القبة الرصاصية السوداء) والواقع أقصى جنوبه ناحية “القِبلة”، فضلا عن نحو 200 معلم آخر تقع ضمن حدود الأقصى، ما بين مساجد، ومبان، وقباب، وأسبلة مياه، ومصاطب، وأروقة، ومدارس، وأشجار، ومحاريب، ومنابر، ومآذن، وأبواب، وآبار، ومكتبات، فضلا عن الساحات.

المسجد الأقصى المبارك يقع في الزاوية الجنوبية الشرقية من القدس المسورة

المساحة
تبلغ مساحة المسجد الأقصى حوالي 144 دونماً (الدونم = 1000 متر مربع)، ويحتل نحو سدس مساحة القدس المسورة، وهو على شكل مضلع غير منتظم، طول ضلعه الغربي 491م، والشرقي 462م، والشمالي 310م، والجنوبي 281م.[2] ومن دخل الأقصى فأدى الصلاة، سواء تحت شجرة من أشجاره، أو قبة من قبابه، أو فوق مصطبة، أو عند رواق، أو في داخل قبة الصخرة، أو الجامع القبلي، فصلاته مضاعفة الأجر. عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تذاكرنا – ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم – أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أَم بيت المقدس؟ فقال رسول الله صل الله عليه وسلم:”صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى هو، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا .قـــــال : أو قال خير له من الدنيا وما فيها “. (أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي)

البناء والتاريخ
ثاني مسجد وضع في الأرض, عن أبي ذر الغفاري ، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:” المسجد الحرام” ، قال: قلت ثم أي؟ قال:” المسجد الأقصى”، قلت: كم كان بينهما؟ قال:”أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه.” (رواه البخاري.)

والأرجح أن أول من بناه هو آدم عليه السلام[3]، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد.
وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك، فقد عمره سيدنا إبراهيم حوالي العام 2000 قبل الميلاد، ثم تولى المهمة أبناؤه إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا سليمان عليه السلام بناءه، حوالي العام 1000 قبل الميلاد. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ” فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَمَّا اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ الثَّالِثَةَ”.(رواه ابن ماجه والنسائي وأحمد).
ومع الفتح الإسلامي للقدس عام 636م (الموافق 15 للهجرة)، بنى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجامع القبلي، كنواة للمسجد الأقصى[4]. وفي عهد الدولة الأموية، بنيت قبة الصخرة، كما أعيد بناء الجامع القبلي، واستغرق هذا كله قرابة 30 عاما من 66 هجرية/ 685 ميلادية – 96 هجرية/715 ميلادية،[5] ليكتمل بعدها المسجد الأقصى بشكله الحالي

فضائل المسجد الأقصى :
• المسجد الأقصى هو قبلة معظم الأنبياء قبل خاتمهم محمد صل الله عليه وسلم، والقبلة الأولى للنبي الخاتم، لمدة 14 عاما تقريبا منذ بعثته وحتى الشهر السادس أو السابع عشر للهجرة, عن ابن عباس قال: “كان رسول الله يصلي وهو بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة”. (أحمد)

• الأقصى هو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ورد في الآية الكريمة باسمه الصريح: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ”. (الإسراء) وفيه صلى جميع الأنبياء جماعة خلف إمامهم محمد صل الله عليه وسلم خلال رحلته هذه، مما يدل على كثرة بركاته حتى إنها لتفيض على ما حوله، ولا تقتصر عليه فقط، حسبما تشير الآية: “باركنا حوله” وليس فيه!

• الأقصى هو مبدأ معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماء، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “أتيت بالبراق فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربـطـته بالحلقة التي يربط فيها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم عـرج بي إلى السماء”(مسلم). فقد كان الله تعالى قادرا على أن يبدأ رحلة المعراج برسوله من المسجد الحرام بمكة، ولكنه سبحانه اختار الأقصى لذلك ليثبت مكانته في قلوب المسلمين، كبوابة الأرض إلى السماء، أرض المنشر والمحشر. قالت مَيْمُونَةَ مَوْلَاةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَفْتِنَا فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَقَالَ: “أَرْضُ الْمَنْشَرِ وَالْمَحْشَرِ ” (أبو داود وابن ماجه وأحمد).

• هو ثالث المساجد التي لا تشد الرحال إلا إليها، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم قال: “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلا إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَمَسْجِدِ الأَقْصَى.” (البخاري) إلا أنه ليس بحرم، لأنه لا يحرم فيه الصيد، وتلتقط لقطته، بخلاف حرمي مكة والمدينة. وتسميته بالحرم الشـريف ليست صحيحة، وإنما الاسـم الصحيح هو “المسجد الأقصى المبارك”، وهو الاسم الذي ظل يطلق عليه طوال العهد الإسلامي حتى عصر المماليك، حين سمى حرما، تشريفا، رغم أنها تسمية غير صحيحة، ولا جائزة.
1. “دليل أولى القبلتين، ثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين”

مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية مؤسسة الاقصى لاعمارالمقدسات الاسلامية .ويمكن مطالعته على الموقع ورد فيه: الاسم الأشهر للمصلى القبلي هو “مبنى المسجد الأقصى”، ولكن يخشى من استخدامه لئلا يتوهم الناس بان هذا المبنى هو كل المسجد الأقصى وينسوا انه جزء منه، وان المسجد الأقصى يضم كل ما حوى السور: القباب والمآذن ، السبل والمصاطب، الطرقات والمساجد ، الأشجار والمواضئ ، المحاريب والمرافق ، الخلوات والبوائك، الآبار والمدارس، المكتبات والمكاتب، الساحات والمشارب
2. “دليل المسجد الأقصى المبارك دليل المسجد الاقصي المباركهذا دليل به بعض الأخطاء في تعريف المسجد الأقصى).
3. دليل أولى القبلتين”، مرجع سابق، يمكن مطالعته على الموقع: دليل اولي القبلتين

%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d9%82%d8%a8%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b5%d8%ae%d8%b1%d8%a9

قبة الصخرة المشرفة وأهميتها في العمارة الإسلامية

تعتبر قبة الصخرة المشرفة إحدى أهم المعالم المعمارية الإسلامية في العالم: ذلك أنها إضافة إلى مكانتها وقدسيتها الدينية، تمثل أقدم نموذج في العمارة الإسلامية من جهة. ولما تحمله من روعة فنية وجمالية تطوي بين زخارفها بصمات الحضارة الإسلامية على مر فتراتها المتتابعة من جهة أخرى، حيث جلبت انتباه واهتمام الباحثين والزائرين وجميع الناس من كل بقاع الدنيا لما امتازت به من تناسق وانسجام بين عناصرها المعمارية والزخرفية حتى اعتبرت آية من في الهندسة المعمارية .

تتوسط قبة الصخرة المشرفة تقريباً ساحة الحرم الشريف، حيث تقوم على فناء (صحن) يرتفع عن مستوى ساحة الحرم حوالي 4م، ويتوصل إليها من خلال البوائك (القناطر) التي تحيط بها من جهاتها الأربع .
بنى هذه القبة المباركة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، حيث بدأ العمل في بنائها سنة 66هـ/ 685م، وتم الفراغ منها سنة 72هـ/ 691م. وقد اشرف على بنائها المهندسان العربيان رجاء بن حيوة وهو من بيسان فلسطين ويزيد بن سلام مولى عبد الملك بن مروان وهو من القدس

وقد وضع تصميم مخطط قبة الصخرة المشرفة على أسس هندسية دقيقة ومتناسقة تدل على مدى إبداع العقلية الهندسية الإسلامية، حيث اعتمد المهندس المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاث دوائر هندسية ترجمت بعناصر معمارية لتشكل فيما بعد هذا المعلم والصرح الإسلامي العظيم. وما العناصر المعمارية الثلاثة التي جاءت محصلة تقاطع مربعين متساويين فهي: القبة التي تغطي الصخرة وتحيط بها، وتثمينتين داخلية وخارجية تحيطان بالقبة نتج فيما بينهما رواق داخلي على شكل ثماني الأضلاع .

فأما القبة التي جاءت بمثابة الدائرة المركزية التي تحيط بالصخرة فإنها تجلس على رقبة تقوم على أربع دعامات حجرية (عرض كل منها ثلاثة أمتار) واثنين عشر عموداً مكسوة بالرخام المعرق، تحيط بالصخرة بشكل دائري ومنسق بحيث يتخلل كل دعاة حجرية ثلاثة أعمدة رخامية. وتتكون القبة من طبقتين خشبيتين داخلية وخارجية وقد نصبتا على إطار خشبي يعلو رقبة القبة. كما زينت القبة من الداخل بالزخارف الجصية المذهبة، وأما من الخارج فقد صفحت بالصفائح النحاسية المطلية بالذهب .

وأما رقبة القبة فقد زينت من الداخل بالزخارف الفسيفسائية البديعة، كما فتح فيها ست عشرة نافذة لغرضي الإنارة والتهوية .

وأما التثمينة الداخلية فتحتوي على ثماني دعامات حجرية يتخللها بين كل دعامة وأخرى عمودان من الرخام تعلوها عقود نصف دائرية متصلة ببعضها البعض بواسطة جسور خشبية مزخرفة، حيث زينت هذه العقود بالزخارف الفسيفسائية المطلية بالذهب .

وأما التثمينة الخارجية فتتألف من ثماني واجهات حجرية، فتح في أربع منها المقابلة للجهات الأربع باب، كما فتح من كل واجهة منها خمسة شبابيك. وقد كسيت الواجهات من الداخل بالبلاط الرخامي الأبيض.
وأما من الخارج فقد كسي القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض. وأما من الخارج فقد كسي القسم السفلي للواجهات بالبلاط الرخامي الأبيض والقسم العلوي بالقاشاني، علماً بأنها كانت مكسوة بالفسيفساء المزخرفة في الفترة الأموية  . وكما تم تغطية سقفي الرواقين الممتدين من التثمينة الخارجية وحتى القبة بجمالونات خشبية صفحت من الداخل بألواح خشب دهنت وزخرفت بأشكال مختلفة، وأما من الخارج فقد صفحت بألواح من الرصاص .

وأما القياسات الهندسية لأبعاد القبة فقد جاءت على النحو التالي:
قطر القبة الداخلي (29,44م) وارتفاع رقبتها (9,8م). قطر المبنى بشكل عام (52م) وارتفاعه (54م) وأما أضلاع المثمن فيبلغ طول كل منها (20,60م) على ارتفاع (9,5). علماً بأن أبعاد الصخرة المشرفة نفسها (17,70م و 13,50م) . ويقوم أسفل الصخرة المشرفة كهف صغير يعرف بالمغارة، مربع الشكل تقريباً (4,5 م2) ومتوسط ارتفاعه 3 م. وقد أقيم في جهته القبلية محرابان، أحدهما وهو الواقع في الجانب الشرقي للمغارة يعود إلى تاريخه للفترة الأموية والثاني في الجانب الغربي لها والذي يعود تاريخه لفترات متأخرة .قب.jpg

تاريخ بناء قبة الصخرة المشرفة
الأمويون هم من بنى قبة الصخرة
لقد بات معروفاً تماماً أنه تم الفراغ من بناء قبة الصخرة المشرفة عام 76هـ/ 691م أي في فترة الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان (65-86هـ/ 684-705م)، وذلك حسب النص المادي والموجود حتى يومنا الحاضر والذي يتمثل بالنقش التذكاري المعمول من الفسيفساء المذهبة بالخط الكوفي الأموي والواقع أعلى التثمينة الداخلية للقبة في الجهة الشرقية الجنوبية منها
يقول النص (( .. بنى هذه القبة عبدالله الإمام المأمون أمير المؤمنين في سنة اثنتين وسبعين تقبل الله منه ..)) وهنا لا للقارئ أن يتساءل كيف تداخل اسم “المأمون” الخليفة العباسي (198-218 هـ/ 813 – 833م) مع التاريخ 72 هـ .

والجواب هنا أنه أثناء أعمال الترميم التي جرت في فترة الخليفة العباسي المأمون، قام أحد الفنيين بتغيير اسم عبد الملك الخليفة الأموي مؤسس وباني قبة الصخرة، ووضع مكانه اسم “المأمون” ولكنه نسي أن يغير التاريخ حيث تم اكتشاف الأمر بسهولة، ولا نظن هنا أنه كان للمأمون رياً في هذا الأمر، وإنما جاء من قبيل الصدفة على يدي أحد الصناع .

ولكننا نقول حتى ولو تم تغيير التاريخ فإنه من الصعب القبول به: ذلك أن التحليل المعماري لمخطط قبة الصخرة يعود بعناصره وزخارفه إلى الفترة الأموية  وليست العباسية إضافة إلى ما ورد في المصادر التاريخية (7) من نصوص تؤكد أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو نفسه الذي قام ببناء هذه القبة وصرف على بنائها خراج مصر لسبع سنين .

فلو أجرينا حسابات للمبالغ الطائلة التي أنفقت لبناء هذا المعلم الحضاري، والذي رصد لبنائه خراج أكبر ولاية إسلامية (مصر) ولمدة سبع سنوات فإننا سنجدها اليوم تقدر بملايين الدولارات. وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على الاستقرار والرخاء الذي كان يعم الخلافة الإسلامية في الفترة الأموية والتي تعكس تأثير القوة الاقتصادية لهذه الخلافة الإسلامية الحديثة أمام الإمبراطوريتين العظميين البيزنطية والفارسية في ذلك الوقت .

وهذا يقودنا إلى السؤال عن السبب الكامن خلف بناء قبة الصخرة بهذه الفخامة والعظمة، فمما لا شك فيه أن السبب المباشر في بناء هذه القبة هو السبب الديني حيث لولا وجود “الصخرة” بالتحديد التي عرج عنها رسول الله صل الله عليه وسلم، حسب ما هو مثبت في العقيدة الإسلامية لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والروايات التاريخية المنقحة، فلولا وجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج لما قدم الخليفة عبد الملك بن مروان ليشيد هذه القبة فوقها .

وهذا يجعلنا نستبعد التبرير السياسي الذي أورده اليعقوبي ( ، واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنية تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس مانعاً في ذلك مبايعة الحجاج لعبدالله بن الزبير في مكة. إذ لا يخفى عن بال كل فطين شيعية المؤرخ اليعقوبي ومدى معارضته للخلافة الأموية التي أكثر من تشويه صورتها أمام الخلافة العباسية .

فليس من المنطق إذن أن نقبل رواية مدسوسة على الخليفة الذي حكم فترة تزيد عن العشرين سنة وعرف عنه خلالها الحزم والحكمة السياسية وقوة الإرادة وبعد النظر والاهتمام بالعقيدة الإسلامية، فكيف يعقل لخليفة في مثل هذه الصفات وصاحب تاريخ عظيم، أن يقدم على التلاعب بركن من أركان الإسلام (الحج) بهذه البساطة التي يرويها اليعقوبي .

ولكننا نتساءل هل كان ضرورياً أن يبنيها بهذه العظمة والفخامة، إذ كان يستطيع أن يبنيها بشكل أبسط وغير مكلف، ولكن إذا أمعنا النظر بالظروف التي أحاطت بتلك الفترة عشية بناء القبة وحللناها نجد أنه كان لا بد لأمير المؤمنين الخليفة عبد الملك بن مروان أن يبني هذه القبة بهذا الشكل لإظهار عظمة وقوة الخلافة الإسلامية الحديثة في حينها أمام القوتين العظميين الفرس والروم. ذلك أنه إبان الفتوحات الإسلامية لبلاد الشام، كان السكان في هذه البلاد إما نصارى أو وثنيين ومنهم من دخل الإسلام مع الفتوحات، ولكنهم بقوا ضعفاء الإيمان فكيف لا وهم اعتادوا على رؤية الحضارة البيزنطية تتألق من خلال مبانيها الفخمة مثل الكنائس والقلاع وخاصة كنيسة القيامة في القدس الشريف وكنيسة المهد في بيت لحم . فما كان للخليفة الأموي إلا أن يبني هذه القبة العظيمة محاكياً فيها العمارة البيزنطية ليبين ويثبت للسكان مدى وقوة الدولة الإسلامية الجديدة .
وقد أكد هذا السبب المؤرخ الجليل المقدسي المتوفى عام 985م حينما وضحه أثناء مناقشته مع عمه (البناء) بخصوص العمارة الأموية في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان وولده الوليد، حيث يقول في ذلك ما نصه على لسان عمه  ((.. ألا ترى أن عبد الملك لما رأى عظم قبة القمامة (القيامة) وهيئتها خشي أن تعظم في قلوب المسلمين فنصب على الصخرة قبة على ما ترى ..)) .

اليونسكو: الأقصى تراث إسلامي خالص

تبنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2016 -خلال اجتماع في العاصمة الفرنسية باريس- قرارا ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بـالمسجد الأقصى وحائط البراق، ويعتبرهما تراثا إسلاميا خالصا.
واعتمد القرار بعد أن تمت الموافقة عليه على مستوى اللجان يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 2016 باجتماع في باريس، حيث صوتت 24 دولة لصالح القرار وامتنعت 26 عن التصويت منها فرنسا، بينما عارض القرار ست دول بينها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وتغيبت دولتان.
وتم تقديم القرار من قبل سبع دول عربية، هي الجزائر ومصر ولبنان والمغرب وسلطنة عمان وقطر والسودان.%d8%a7%d9%82%d8%b5%d9%89
نص القرار
أظهر القرار الأسماء العربية الإسلامية للمسجد الأقصى والحرم الشريف وحائط البراق الذي سعت إسرائيل بشكل مستمر لتزوير هويته الإسلامية بإطلاق مسمى “حائط المبكى” عليه.
وجاء في نص قرار اليونسكو بشأن المسجد الأقصى الذي تضمن 16 بندا ما يلي:
– أكد أن المسجد الأقصى من “المقدسات الإسلامية الخالصة” وأنه لا علاقة لليهود به.

– يطالب إسرائيل بإتاحة العودة إلى الوضع التاريخي الذي كان قائما حتى سبتمبر/أيلول ٢٠٠٠، إذ كانت دائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية السلطة الوحيدة المشرفة على شؤون المسجد.
– يعتبر قرار اليونسكو أن تلة باب المغاربة هو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، ويرفض الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب.
– يدين الاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة والتدابير غير القانونية التي يتعرض لها العاملون في دائرة الأوقاف الإسلامية والتي تحد من تمتع المسلمين بحرية العبادة، ومن إمكانية وصولهم إلى المسجد الأقصى.
– يستنكر قرار اليونسكو بشدة الاقتحام المتواصل للمسجد الأقصى من قبل “متطرفي اليمين الإسرائيلي والقوات  النظامية الإسرائيلية”

%d8%a7%d9%82%d8%b51

– ينتقد طريقة إدارة إسرائيل للأماكن الدينية في القدس، ويشير إلى أن القدس تعد مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود.
– كما قررت اليونسكو إرسال لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول مساس إسرائيل بالأماكن المقدسة للمسلمين في مدينة القدس المحتلة.
قرارات سابقة
وسبق لمنظمة اليونسكو أن انتقدت إسرائيل في قرارات سابقة، ففي أبريل/نيسان 2016 تبنت قرارا يدين “الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية” ضد حرية العبادة ودخول المسلمين إلى المسجد الأقصى”.
وأدان قرار تقدمت به المجموعة العربية في أكتوبر/تشرين الأول 2015  بشدة القمع الذي قامت به قوات الاحتلال بالقدس، وإخفاق إسرائيل في حماية المواقع الأثرية وفي وقف الحفريات المستمرة والأشغال شرقي المدينة خاصة في البلدة القديمة ومحيطها.
كما انتقد الممارسات الإسرائيلية في الحرم الشريف، ودعا إلى المسارعة في إعادة إعمار المدارس والجامعات والمواقع التراثية الثقافية والمؤسسات الثقافية والمراكز الإعلامية وأماكن العبادة التي دمرت أو تضررت بسبب الحروب المتتالية في قطاع غزة.
وحصل القرار المذكور-الذي قدمته كل من الجزائر ومصر والإمارات والكويت والمغرب وتونس- على تأييد 26 من الدول الأعضاء بالمجلس التنفيذي للمنظمة من جملة 58 عضوا، بينما امتنع 25 عضوا عن التصويت، وعارضته ست دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك وإستونيا.
– صادقت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو في يونيو/حزيران 2014  على قرار أردني فلسطيني طالب إسرائيل بالوقف الفوري لكل حفرياتها غير القانونية، وانتهاكاتها ضد تراث البلدة القديمة بالقدس المحتلة. جاء ذلك في دورة اللجنة 38 التي انعقدت بالعاصمة القطرية الدوحة.
وندد القرار بما وصفه بالاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها يهود متطرفون بحق المسجد الأقصى. وطالبت اللجنة إسرائيل باحترام الوضع الراهن في المسجد الأقصى الذي طالما حافظ على المسجد كونه مكان عبادة إسلاميا على وجه الحصر، وموقع تراث ثقافي عالمي.يونسكو.jpg

تصريحات بوكوفا
وعقب صدور قرار اليونسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2016، أدلت المديرة العامة للمنظمة إيرينا بوكوفا بتصريحات اعتبرت فيها أن مدينة القدس القديمة مقدسة بالنسبة للديانات السماوية الثلاث (الإسلام واليهودية والمسيحية).
وقالت بوكوفا إن التراث في مدينة القدس غير قابل للتجزئة، وإن الديانات الثلاث في القدس تتمتع بالحق في الاعتراف بتاريخها وعلاقتها مع المدينة.
كما حذرت المديرة العامة لليونسكو من أي محاولة لإنكار وطمس أي من التقاليد الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية بالقدس، لأن ذلك يعرض الموقع للخطر مما يتعارض مع الأسباب التي دفعت إلى إدراجه في قائمة التراث العالمي.

بيير أوجست رينوار

11_162265_01                                                                            بيير أوجست رينوار من رواد المدرسة الانطباعية في الرسم. تميزت أعماله بالألوان المضيئة والمناظر الحية المأخوذة من الحياة اليومية.

11_162265_02                                                                       احد لوحات بيير أوجست رينوار ، وقد رسم مجموعات من الناس وهم في حالة مرح تلقائي.
رينْوارْ، بيير أوجسْت (1841 – 1919م). رسام تعبيري فرنسي مشهور برسومه للفتيات الصغيرات والأطفال. ولوحاته وثيقة الصلة بحياة الطبقة الوسطى الفرنسية. وقد أحب إظهار تجمعات الناس الحية في أجواء الحياة اليومية العادية واستعان في ذلك بمعارفه وأصدقائه. وغالبًا ما رسم زوجته وأطفاله.

وفي السبعينيات من القرن التاسع عشر، طور رينوار وكلودمونيت معًا تقنية اللون المنكسر للانطباعيين. وبدلاً من خلط الألوان تمامًا، تركوا لمسات أو بقعًا صغيرة من الألوان متجاورة، مما يسمح للعين بخلطها معًا. لكن رينوار كان أكثر اهتمامًا بتأثير الألوان الفنية وصلابة الشكل من مونيه. وفضَّل أيضًا التصوير الشخصي على تصوير المناظر الطبيعية.

وفي الثمانينيات من القرن التاسع عشر، كلف برسم عدد كبير من اللوحات ربما كان أشهرها السيدة شار بنيتر وأطفالها. وبينما نجد كثيرًا من الانطباعيين اتبعوا مواصفات يابانية في لوحاتهم، أحب رينوار أسلوب الروكوكو عند بعض الرسامين، مثل جان هونورو فراجونارد وجان أنطوان واطو.

 

سافر رينوار إلى إيطاليا عام 1880م وقادته دراسته لرسامي عصر النهضة هناك إلى تقدير جديد لأهمية الخطوط. وعاد إلى فرنسا، حيث هجر طريقته التلوينية العريضة وأمضى عدة سنوات مركزًا على الرسم. ورسم سلسلة شهيرة باسم المستحمون في هذه الفترة. لا تظهر أعمال رينوار المرحة الأخيرة المعاناة التي عاناها بسبب التهاب المفاصل التي انتهت بشلل يديه؛ فجعل يربط الفرشاة عليها. طور رينوار ـ بهذه الطريقة ـ أسلوبه النهائي للرسم في خطوط ضربات فرشاة عريضة وألوان حية.

وُلِد رينوار في ليموجس بفرنسا وبدأ يتدرب على تعلم الرسم على الصيني، بعد أن أظهر موهبة مبكرة في الرسم على النوافذ المغلقة والمراوح في باريس. ودرس في قاعة شارلز للفنون حيث التقى مونيت والرسامين الشبان الآخرين الذين كونوا فيما بعد مجموعة الانطباعيين. وتأثر أيضًا بإدوارد مانيه وطرق التلوين عند يوجين دي لاكروا.

مخطوطات بردي مصرية قديمة بجامعة بازل بسويسرا

عثرت أستاذة تاريخ بجامعة بازل بسويسرا، على مجموعة قيمة من مخطوطات البردي المصرية القديمة في مكتبة الجامعة بعد أن نسيت داخلها لأكثر من قرن من الزمان.ويرجع عمر المخطوطات إلى ألفي عام مضت، وهى مكتوبة باللغات اليونانية واللاتينية والقبطية المصرية، وقد حصلت عليها الجامعة قبل 115 سنة، ولكن تم التغاضي عنها وإغفالها.وقد عثرت أستاذة التاريخ القديم سابين هيوبنر، على المخطوطات داخل درجين بقسم المخطوطات بالمكتبة، حسبما ذكرت الجامعة عبر موقعها الإلكتروني.وبدأت هيوبنر، في البحث عنهم استجابة لطلب عالم برديات “باحث يدرس مخطوطات البردي القديمة”، كان يريد أن يعرف ما إذا كانت جامعة بازل لديها مقتنيات بردية.

%d9%85%d8%ae

والمخطوطات، التي يبلغ عددها 65 ورقة بردي، عبارة عن وثائق تتناول معظمها الحياة اليومية مثل العقود والخطابات والإيصالات والعرائض، كما قالت هوبنر في مقابلة نشرتها الجامعة.

ولكن واحدة من بين الوثائق المثيرة للاهتمام، هى رسالة خاصة كتبها مسيحي يرجع تاريخها إلى النصف الأول من القرن الثالث، وتشمل المخطوطات الأخرى عقد نقل خاص بجمال مصادرة، واتفاق شراء بالنسبة لقرد وأسد وإيرادات الضرائب والفواتير، فضلا عن خطابات شخصية أخرى.

وكانت جامعة بازل واحدة من أولى الجامعات المتحدثة باللغة الألمانية التي تحصل على مقتنيات بردي في عام 1900 بعد الاكتشافات الأولى لمثل هذه الوثائق التي تمت في أواخر القرن 19؛ وقد ازدهر مجال “علم البردي” في مطلع القرن 20 ولكن الاهتمام قل واختفى تقريبًا في هذا المجال في وقت لاحق.

بردي.jpg

وقد تلقت هيوبنر، الدعم من مؤسسة العلوم الوطنية السويسرية، لكتابة هذه البرديات وتدوينها رقميًا، وترجمة النصوص وتقديم تعليق عليها، وسيبدأ العمل في هذا المشروع ويضم باحثين آخرين، في شهر سبتمبر المقبل، وسيستغرق عامين لاكتماله، حسبما ذكر موقع “ذا لوكال” الإخباري الأوروبي.

حجر رشيد

 

%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%ac%d8%b15 حجر رشيد Rosetta Stone هو حجر نقش عليه نصوص هيروغليفية وديموطقية ويونانية ، كان مفتاح حل لغز الكتابة الهروغليفية، سمي بحجر رشيد لأنه اكتشف بمدينة رشيد الواقعة على مصب فرع نهر النيل في البحر المتوسط.                                                                         إكتشفه ضابط فرنسي في 19 يوليو عام 1799 إبان الحملة الفرنسية وقد نقش عام 196 ق.م. وهذا الحجر مرسوم ملكي صدر في مدينة منف عام 196ق.م. وقد اصدره الكهان تخليدا لذكرى بطليموس الخامس. وعليه ثلاث لغات الهيروغليفية والديموطقية ( القبطية ويقصد بها اللغة الحديثة لقدماء المصريين ) والإغريقية. وكان وقت إكتشافه لغزا لغويا لايفسر منذ مئات السنين. لأن اللغات الثلاثة كانت وقتها من اللغات الميتة. حتي جاء العالم الفرنسي جيان فرانسوا شامبليون وفسر هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليوناني ونصوص هيروغليفية أخري. وهذا يدل علي أن هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 عاما. وكانت الهيروغليفية اللغة الدينية المقدسة متداولة في المعابد. واللغة الديموطيقية كانت لغة الكتابة الشعبية (العامية المصرية). واليونانية القديمة كانت لغة الحكام الإغريق وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكي يفهموه. وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر. و قد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. وكان العالم البريطاني توماس يانج فد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من دلالات صوتية. وان الأسماء الملكية مكتوبة داخل إشكال بيضاوية خراطيش. وهذا الإكتشاف أدى إلي فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون رموز الهيروغليفية. واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822. لأن النص اليوناني عبارة عن 54 سطرا وسهل القراءة مما جعله يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية. وبهذا الكشف فتح أفاق التعرف علي حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها، وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم بعد مواتها عبر القرون. وأصبحت الهيروغليفية وأبحديتها تدرس لكل من يريد دراسة علوم المصريات. والحجر أخذه البريطانيون من القوات الفرنسية، ووضعوه في متحف لندن .

رشيد.jpg

مدينة رشيد أخذت اسمها من الاسم الفرعوني “رخيت” وفي العصر القبطي أصبح اسمها “رشيت “. وحجر رشيد هو حجر من أحجار البازلت الأسود يعود تاريخه الى عام 196 ق.م ومسجل عليه محضر تنصيب الكهنة الملك بطليموس الخامس والاعتراف به ملكا على البلاد وقد قام الكهنة في مدينة منف بتسجيل هذه المناسبة الهامة على حجر من البازلت الأسود بكتابتها بثلاثة لغات كانت مستعملة في مصر في ذلك الوقت واللغات هي الهيروغليفية والديموطيقية ( القبطية ويقصد بها اللغة والكتابة الحديثة لقدماء المصريين ) والإغريقية (اليونانية القديمة ) .

وكان محتوي الكتابة تمجيدا لفرعون مصر الجديد بطليموس الخامس من البطالمة وتسجيل إنجازاته الطيبة للكهنة وشعب مصر . وقد كتبه الكهنة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة

سمى هذا الحجر باسم حجر رشيد لأنه اكتشف قرب فرع نهر النيل عند دلتا النيل المسمى بالرشيد حجر رشيد هو الحجر الذى مكن العالم من معرفة تاريخ فراعنة مصر

قايت.jpg

قلعة قايتباي يطلق عليها المؤرخون الأجانب باسم قلعة جوليان، والقلعة انشأها السلطان الأشرف قايتباي سنة 1479 ميلادية لتدافع عن هذه الثغر ضد الغزاة الذين يهاجمون مصر من البحر، وهي مستطيلة الشكل ويوجد في نواحيها الأربع أبراج دائرية وبأسوارها مزاغل يستطيع الجنود أطلاق الأسهم أو النيران ، وفى داخل القلعة في المساحة الفضاء التى تحتويها بقايا مبنى مستطيل كان يحتوى على حجرات للجند ومخازن ومسجد وصهريج مياه، وقد قام العديد من حكام مصر بإصلاحات وتغييرات واضافات منذ القرن الرابع عشر وحتىالقرن التاسع عشر الميلادي،

امر الجنرال الفرنسى عبدالله جاك مينو بإصلاح قلعة جوليان فقام بإكتشاف هذا الحجر في أغسطس سنة 1799 پيير فرانسوا زاڤييه بوشار (1772-1832) ، وكان ضابطاً مهندساً أحد ضباط الحملة الفرنسية ، أثناء قيامه بأعمال هندسية عند “قلعة جوليان” قرب رشيد ( ثغر على مسافة 70 كم شرق الإسكندرية ) وعثر على الحجر المشهور بحجر رشيد تحت أنقاض هذه القلعة أثناء أجراءات تعديلات وإعادة بناءها وترميمها لتلائم الأسلحة الفرنسية الحديثة من مدافع وبنادق عندئذ وقع بصره على حجرة الجرانيت التي تبلغ متراً واحداً من حيث العلو، ويصل عرضها الى 73 سنتيمتراً وسمكها إلى 27 سنتيمتراً.

ويعتقد أن هذا الحجر كان ضمن نصب تذكارى ضخم أو من أحدى المعابد وعندما كان العرب المسلمين يحتاجون للأحجار كانوا يهدمون المعابد والكنائس ليأخذوا أحجارها لإنشآتهم الحربية أو حتى بناء مساجدهم وقد نقشت علي هذا الحجر نصوص ثلاثة بثلاث لغات مختلفة وهندما رأى الضابط «بوشار» عرف على الفور أهميته فقام بإستخراجه من الجدار وعزله على حدة . ثم أرسل إلى مهندس الجسور والطرقات «ميشيل آنج لانكري» الذي كان ماراً بالصدفة في مدينة «رشيد» وطلب منه مساعدته لفهم مغزى هذ الحجر وأهميته . ، وغيرها وفك رموز اللغة الهيروغليفية القديمة ولكنهم لم يصلوا إلى حل رموزه وبالتالي الكشف عن كل التاريخ المصري وهو ماأدى الى أن ذاعت شهرة هذا الحجر ومدينة رشيد نسبة إلى المكان الذى أكتشف فيه هذا الحجر.
جريدة الحملة الفرنسية في مصر

وكانت الحملة الفرنسية في مصر تصدر جريدة يقرأها كل الجيش الفرنسى تطلعهم بالإكتشافات العلمية والتاريخية والدينية وغيرها من أخبار فأعلنت جريدة قوات الحملة “لاكوريين ديجبت” نبأ هذا الاكتشاف التاريخى الهام وسألت عما إذا كان وجود الكتابة الإغريقية، التي يبدو أنها ترجمة للنص المصري يمكن أن يزودنا بمفتاح لقراءة اللغة الهيروغليفية

شامب.jpg

شامبليون يقوم بفك رموز وشفرة حجر رشيد                                                                               حجر رشيد كان مفتاح لغز اللغة الهيروغليفية. فقد عكف العالم الفرنسي شامبليون فترة طويلة على دراسة هذه النقوش الموجودة على الحجر.

وكانت اول محاولة لفك رموز هذا الحجر قام بها الدبلوماسي السويدي العالم توماس أكربال في سنة 1920م الذى تعرف على اسم بطليموس وبعض الحروف الأخرى. أما العالم البريطاني توماس ينگ فد إكتشف أن الكتابة الهيروغليفية هي حروف لأصوات. وأن الأسماء الملكية مكتوبة داخل أشكال بيضاوية يطلق علها علماء المصريات أسم خراطيش , ولكنه أخطأ في الخصائص الصوتية لهذه الرموز. حتى توصل العالم الفرنسي شامبليون إلى فك رموز اللغة المصرية القديمة عن طريق مضاهاة الحروف ببعضها البعض وخاصة الأسماء وهذا الإكتشاف أدى إلي فك العالم الفرنسي جان فرانسوا شامپليون (1790 م- 1832 م) رموز الهيروغليفية. واستطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822م. لأن النص الإغريقي عبارة عن 54 سطرا.

واستطاع شامبليون فك رموزه لأنه كان يعرف اللغة القبطية وهو في عمر مبكر فطابقها باللغة اليونانية الموجوده على الحجر ثم ميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية استطاع أن يحصل على عدة حروف وعن طريق مضاهاتها ببعض أسماء اخرى وصل إلى أبجدية الحروف القبطية وبالتالى أبجدية الحروف الهيروغليفية التى كان يستخدمها فراعنة مصر.

وما أن أطلع علماء الآثار والتاريخ حتى أنطلقوا في نهم شديد ليكشفوا للعالم أعظم حضارة عرفتها البشرية في تاريخها القديم.

وشامبليون عالم وباحث اشتهر بجمع مادة بحثه وهو لايزال استاذا للتاريخ في جامعة گرونوبل، ثم أصبح عام 1826 مسئولاً عن قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر. وفي عام 1828 أُرسل في بعثة دراسية الى مصر كي يسجل النقوش المكتوبة على الآثار المصرية . وفي عام 1831 عُين استاذاً في الكوليج دوفرانس، أعلى مؤسسة علمية فرنسية، أي أعلى من السوربون.

من أهم كتبه:

خلاصة عن النظام اللغوي الهيروغليفي،
رسائل مكتوبة في مصر ومنطقة النوبة، ثم آثار مصر والنوبة،
قواعد اللغة المصرية القديمة،
قاموس اللغة المصرية والكتابة الهيروغليفية – وننوه هنا أن أستاذ التاريخ الفرنسى شامبليون قد عشق اللغة القبطية وتعلمها وأتقنها وقد ساعدته هذه المعرفة في فك طلاسم اللغة الفرعونية القديمة .
كيف آلت ملكية حجر رشيد إلى الإنجليز

وقد نقل الحجر الى لندن طبقا لشروط معاهدة استسلام الإسكندرية 1801 بين الانجليز والفرنسيين، وهو الآن يعد واحدا من أهم القطع الاثرية المعروضة بالمتحف البريطاني بلندن وهناك محاولات مصرية تجرى لاسترداده ولكنها لم تنجح حتى الآن.

ابن.jpg

مخطوطة ابن وحشية

يرجح العلماء ولادة صاحب المخطوطة، ابن وحشية، في منتصف القرن الثالث الهجري والبعض يقول أن ولادته في القرن الرابع الهجري.

والمخطوطة كما أشيع تم نسخها عام 241 هجري (861 ميلادية)” وكان اول من كشف عنها المستشرق النمساوي يوزف فون هامر-پورگشتال وقام بطبعها في لندن عام 1806.

ويقال أن العالم العربي كان مطلعا على العديد من اللغات القديمة المعروفة بزمنه ومن بينها الكردية والنبطية والفارسية والهندية وبلغ عدد الاقلام (اللغات) التي يعرفها 89 قلما بينها الهيروغليفية التي تضمنتها المخطوطة المعنية بالدراسة، مع أن هذه اللغة قد تلاشت تماماً قبل الغزو العربى الإسلامى بحوالى بقرون وليس أقل من 300 سنة .

ويقال أن ابن وحشية “وضع في مخطوطته اللغات القديمة وحروفها وما يقابلها من حروف باللغة العربية” ومن بين هذه اللغات الى جانب الهيروغليفية اللغات المصرية القديمة مثل الديموطيقية والهيراطيقية والقبطية القديمة الى جانب الآشورية والكلدانية والنبطية.

من نصوص حجر رشيد
ترجمة الجزء الأول من نص حجر رشيد:                                                                                       في عهد الصغير الذي ورث الملك من والده جلالة الملك صاحب التيجان المجيد الذي أرسى مصر، التقي تجاه الآلهة، المنتصر على أعدائه، الذي أعاد الحياة الكريمة للناس، سيد أعياد الثلاثين عام، العادل مثل هفايستوس الأكبر؛ الملك شبيه الشمس، ملك القطرين العلوي والسفلي، العظيم نجل الآلهة، العائد إليهم، الذي أقر به هفايستوس، الذي أيـّدته الشمس بالنصر، الصورة الحية لزيوس، ابن الشمس، بطليموس، الحي القيوم، محبوب پتاح؛ في السنة التاسعة (أنا) أيتوس ابن أيتوس كاهن الإسكندرية والآلهة سوتيريس وأدولفي والآلهة أبورجاتي وفيلوباتوريس.

(وتأتي فقرة في النص لتمجيد آلهة الإغريق ثم يسترسل)

في اليوم الرابع عشر من شهر كسانديكوس الموافق يوم 18 من شهر أمشير المصري.

مرسوم

اجتمع كبار الكهنة والمنبئين وهؤلاء المسموح لهم دخول الهيكل المقدس لخدمة الآلهة وحاملوا المراوح وكتـّاب القدوس وكهنة المعابد الآخرين الآتين من جميع أنحاء البلد الذين أتوا إلى منف لمقابلة الملك بمناسبة عيد تتويجه.

من بطليموس فليعيش محبوب بتاح والإله إپي‌فانس أوخاريستوس الذي خلف والده. إجتمعوا في هذا اليوم في معبد منف وشهدوا أن الملك بطليموس فليعيش محبوب پتاح الإله، إپيفانس أوخاريستوس، ابن الملك بطليموس والملكة أرسينوي الألهة فيلوباتوريس أنه محسن للمعبد وللعاملين فيه وكذلك لجميع الشعب وأنه إله ابن إله (مثل حورس ابن إيزيس وأوزيريس المنتقم لأبيه) وأنه يقدس الآلهة. قدّم للمعبد دخل من الثروة والحبوب وصرف الكثير من أجل رخاء مصر وزوّد المعابد بالإمدادات. وهو سخي بثروته الخاصة وقام بإلغاء العوائد والضرائب التي كانت واجبة في مصر كما خفـّض أخرى حتى يتمكن الشعب من العيش في رفاهية أثناء حكمه وألغي الديون المستحقة للقصر وهي كثيرة المستحقة في مصر وباقي المملكة، وكذلك حرر هؤلاء القابعين في السجن وأخرىن الواقعين في قضايا منذ زمن طويل حررهم من التهم الواقعة عليهم وأمر أن يستمر نصيب الآلهة من عائدات المعبد ومن دخل المعبد السنوي لهم سواء من الحبوب أو من الثروات وكذلك من الغيطان والحدائق والأراضي الأخرى الممنوحة لهم التي كانت مخصصة للآلهة في عهد والده وقرر بشأن الكهنة أن هؤلاء لا تزيد رسوم تعميدهم لوظيفة الكهنوت عن ما كانت مقررة في عهد والده وفي السنة الأولى من حكمه. وأعفى أعضاء سلك الكهنوت من واجب حضورهم كل سنة إلى الإسكندرية وأمر أن لا يُرغم أحد على العمل في الأسطول. كما خفـّض الضرائب التي يقوم المعبد بدفعها للقصر عن منسوجات بيسوس بمقدار الثلثين وقام بإصلاح ما تعطل من الأمور خلال السنوات الماضية حيث يهتم بتنفيذ كل الواجبات المتوارثة منذ القديم نحو الآلهة وضمن لجميع الأفراد مساواة في العدالة مثل هرمس الكبير العظيم وأمر بأن يـُسمح للهاربين من صفوف الجيش وآخرين الذين كانت لهم نوايا سيئة خلال أيام التمرد أن يسترجعوا ممتلكاتهم عند عودتهم. كما اتخذ إجراءات لتوجيه الفرسان والمشاة والأسطول لصد هؤلاء الذين كانوا يهجمون على مصر من البحر والبر ورصد أموالا طائلة وكميات كبيرة من الحبوب لكي تعيش المعابد والناس في البلد في أمان.

علم المصريات

علم المصريات هو أحد فروع علم الآثار وهو علم يختص بدراسة تاريخ مصر القديمة ولغتها وآدابها ودياناتها وفنونها وتعتبر الحضارة المصرية أقدم حضارة إنسانية علىوجه الأرض.

مص.jpg

يعد علماء الآثار المعاصرون خبراء في دراسة الشعوب القديمة؛ على أساس البقايا المادية التي يعثر عليها حديثا. ويقوم علماء الآثار بإعداد خرائط دقيقة متقنة وصور تفصيلية توثق كافة جوانب حفائرهم. كما أنهم يعكفون على تحليل الظروف المناخية والبيئية في حقب الماضي؛ على أساس عينات من التربة والبقايا (المخلفات) النباتية والحيوانية. وهم يجمعون أيضا القطع؛ مثل الأدوات والفخار والحلي والأثاث. كما يفحص الأثريون كذلك المعالم؛ مثل أساسات المنازل وحفر الخزين وأكوام الرديم والمدافن. وتساعد هذه المعالم (والقرائن) الأثريين على تكوين فكرة واضحة عن جوانب الحياة التي عاشها القدماء؛ بما في ذلك أنظمتهم التجارية والاقتصادية والسياسية. ويمكن الآن للأثريين تحليل الحمض الأميني المميز للصفات الوراثية؛ من الأنسجة الرخوة لمومياوات البشر والحيوانات: من أجل مزيد من المعلومات، عن الأطعمة والأعمار والصحة.وللعثور على موقع أثري، فإن الأثريين يقومون بعملية استكشاف؛ بحثا عن دلائل (قرائن) من عوامل بيئية ضرورية للبقاء. ومن هذه العوامل: المياه والحماية الجغرافية وطرق التجارة القريبة. كما تأتي الاكتشافات، مصادفة، أثناء القيام بأنشطة زراعية أو إنشائية. ولقد أصبح بإمكان الأثريين، مؤخرا، الاعتماد في استكشافاتهم للمواقع على تقنيات حديثة: مثل صور الرادار والأقمار الصناعية.

ويعد الاهتمام بماضي قدماء المصريين حديثا نسبيا. فبعد انهيار الإمبراطوريات الفرعونية والإغريقية واليونانية، تعرضت المقابر والمعابد للنهب: بحثا عن كنوز، واستغلال أحجارها في البناء. وبدأت الاستكشافات الأثرية الأوربية في مصر بعد الغزو الفرنسي عام 1798م؛ بقيادة نابليون (بونابرت). فإضافة إلى جيشه، كان هناك نحو مائتي عالم مرافق؛ جاءوا لإجراء عمليات مسح وحفائر – في عموم مصر. وكانت تلك البعثات المبكرة هي التي حملت معها معظم القطع الأثرية إلى المتاحف الأوربية والأمريكية. وزاد الاهتمام بدراسة الآثار المصرية القديمة، ليتطور إلى “علوم المصريات”؛ خاصة بعد أن تمكن “جان فرانسوا شامبليون” من فك رموز الكتابة الهيروغليفية على حجر رشيد.

ولعل علم المصريات قد بدأ رسميا بأعمال الأثري الفرنسي “أوجست ماريت”، الذي اكتشف مقبرة العجل أبيس (في سقارة). ولقد أصبح “ماريت” مديرا لمصلحة الآثار، وكرس حياته لأعمال الحفائر وحفظ آثار مصر. وساعد “ماريت” في إقامة المتحف المصري بالقاهرة؛ من أجل عرض الآثار والكنوز المصرية. وواصل “شارل ماسبيرو”أعمال “ماريت”، كمدير عام لمصلحة الآثار: من عام 1881 إلى عام 1914.

وبحلول القرن التاسع عشر، تأسس النشاط الأثري كعلم للآثار. ولم تعد الحفائر الأثرية مجال نشاط يهدف إلى نهب المقابر وجمع القطع الأثرية؛ وإنما أصبح علما يهدف إلى اكتساب المعرفة العلمية عن الحضارات القديمة. وطبق علماء المصريات، أمثال “وليام فليندرز بيتري” الوسائل العلمية في إجراء الحفائر الأثرية. وكان من بين تلاميذ “بيتري” عالم المصريات الشهير “هوارد كارتر” الذي اكتشف مقبرة توت عنخ آمون؛ يوم 26 نوفمبر من عام 1922.

وبينما كان الأثريون الأوائل، في الغالب، يهتمون بكشف المنشآت الضخمة ونقل الآثار إلى المتاحف؛ فإن “بيتري” أولى اهتماما خاصا بكسر الفخار (الشقافة) والأحجبة المكسورة والأدوات المنبوذة وغير ذلك من القطع (المنتجات) التي كانت تعد ضربا من النفايات والمهملات. وبذلك برهن “بيتري” على إمكانية تعلم الكثير من تلك القطع؛ بربطها بالمحتوى الذي وجدت فيه: وإن كثيرا من ابتكاراته هي اليوم ممارسات عيارية أولية.

نشأة علم المصريات

يعتبر القدماء المصريين هم أول علماء المصريات بداية من الملك تحتمس الرابع الذيقام بإزالة الرمال حول جسد أبو الهول تحقيقا لحلما رآه يناشده فيه بذلك، وقد ترك

تحتمس الرابع لوحة تحكى تفاصيل هذا الحلم.

وبعد تحتمس بقرنين من الزمان قام الأمير خعامواست ابن الملك رمسيس الثاني بالتنقيب

وترميم آثار أجداده القدماء من معابد ومقابر ومبانى منها هرم الملك أوناس بسقارة ليكون أول مرمم للآثار في علم المصريات.

عصر الأغريق والرومان

في أواخر القرن السابع الميلادي بدأ اهتمام الأغريق والرومان بدراسة تاريخ مصر،

وقد وصل إلينا جزء كبير من المعلومات والتواريخ عن تاريخ مصر عن طريق كتابات وتأريخ مؤرخين أمثال هيرودوت والمؤرخ المقدوني سترابون وسولون وديودورس الصقلي الذي عاش في عهد يوليوس قيصر وأغسطس وبليني المؤرخ الروماني ويوسيفوس مؤرخ اليهود، والجزء الأكبر من المعلومات وصل إلينا من الكاهن المصري مانيتون الذي كان أول من كتب تاريخ مصر الزمنى وقوائم الملوك خلال فترة الحكم البطالمة في القرن الثالث قبل الميلاد، ويعتبر مانيتون المرجع الأول لعلماء التاريخ المصري القديم.

علماء المصريات المسلمين

قدم علماء المصريات المسلمين العديد من الأسهامات في كشف أسرار الحضارة المصرية القديمة فكانت أول محاولة معروفة قام بها ذو النون المصري وأبو بكر أحمد بن وحشية في القرن التاسع الميلادي وأستطاعا بصورة جزئية فهم طبيعة اللغة الهيروغليفية ومعرفة بعض ما كتب بها بمقارنتها باللغة القبطية المعاصرة المستخدمة بواسطة القساوسة القبط في وقتهم، كما قام المؤرخ عبد اللطيف البغدادي (1162-1231م) الذي كان يُدرس في جامعة الأزهر في القرن الثالث عشر والذي كتب وصف مفصل لآثار مصر القديمة، وفي القرن الخامس عشر قام المؤرخ المقريزي بعمل مشابه لعمل البغدادي حيق قام بتقييم مفصل لآثار مصر القديمة.

الباحثيين الأوروبيين

وبداية من القرن الثالث عشر بدأ الباحثيين الأوروبيين وكتاب الرحلات الين كانوا في الأغلب يقومون بسرقة وتهريب الآثار إلا أن ملاحظاتهم وكتاباتهم قدمت الكثير من المعلومات بالرغم من الأخطاء الفاحشة فيها ولكن لبعضهم أسهامات جليلة نتجت من أتباعهم طرق علمية ومنهم جون جريفز وكلود سيكارد والدانمركي فريدريك لويس نوردن وريتشارد بوكوك وبينوا دى ماييه، وفي بداية القرن السادس عشر بين العالم أثانسيوس كرشر من الجزويت أهمية النطق الصوتي في اللغة الهيروغليفية.

وفي أواخر القرن الثامن عشر قام علماء حملة نابليون بتسجيل الحياة النباتية والحيوانية والتاريخ في موسوعة وصف مصر، وأتخذت دراسة التاريخ المصري القديم شكلا علميا أكثر بعد أكتشاف حجر رشيد ويلاحظ أن علم المصريات الحديث بدأ عام 1822م.

علم المصريات الحديث

مع أكتشاف حجر رشيد وفك رموز الهيروغليفية عام 1821م بدأت مرحلة جديدة من علم المصريات بدأ فيه كتابة التاريخ بناء على الأكتشافات الحفرية والبرديات واللوحات والنقوش على جدران المعابد والمقابر.وكان أول علماء المصريات الذين أكتسبوا شهرة واسعة جان فرانسوا شامبليون (1790-1832م) والأيطالي أبوليتو روسيلليني، وفي عام 1828 جاء شامبليون ونيستور لوت وأيبوليتو أعضاء البعثة الفرنسية إلى مصر وحصل على تصريح بالتنقيب من محمد على باشا وقاموا باستكشاف خمسين موقعا وسجلوا ملاحظاتهم في ست مجلدات، وقد قدم شامبليون إلى محمد على ألتماسا يقترح فيه تنظيم الحفريات ووضع قوانين لمنع السرقة والتهريب للآثار المصرية ولكنه لم يجد صدى لدى محمد على كما قدم بعده بعامين رفاعة الطهطاوي ألتماسا أخر ولكن لم يتم أتخاذ أى أجراء حتى جاء أوجست مارييت، وقد كان رفاعة الطهطاوي أول علماء المصريات المصرين وكان متأثرا بأعمال العلماء المسلمين في القرون الوسطي في علم المصريات.

وفى عام 1858م بدأت أبحاث أوجست مارييت والبعثة الفرنسية في إعادة تنظيم الآثار وتصنيفها وتأريخها كما عمل جاهدا على وضع القوانين لمواجهة أعمال التهريب والسرقة، كما أسس المتحف المصري بالقاهرة لحفظ الآثار.وفي عام 1922م جذب كشف هوارد كارتر لمقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون بتمويل من اللورد كارنرفون أنتباه واهتمام أكثر لعلم المصريات

وفى بداية القرن العشرين أتخذت دراسة الحضارة المصرية القديمة شكلا أكاديميا وأصبحت تخصص مهني وبدأت هذه المرحلة من خلال أعمال ويليام فليندر بيتري الذي قدم أسلوب وتقنية في الحفظ والتنقيب والتسجيل، وأدوار نافيل ووايزنر وونلوك.

وأيضا الأبحاث التي قام بها أدولف أرمان ورانك لوضع قاموس اللغة المصرية القديمة والذي جمع أعمال جورج ست وسير والاس يادج وجرينث جاردنر وجوتييه والعالم المصري سليم حسن الذي كان من المشرفين على وضع القاموس.

كما دخلت التكنولوجيا علم المصريات وأستخدمت وسائل وأجهزة حديثة لاستخلاص وتحليل الحفريات والآثار مثل استخدام الكربون المشع في تحديد زمن وعمر الأكتشافات.

وقد أصبح علم المصريات من المواد العلمية الرئيسية التي تدرس في الجامعات وأنششأت معاهد خاصة لدراسته وللقيام بالأبحاث.

متابعة القراءة “علم المصريات”

السنة الفرعونية

السنة اختراع مصري، ارتبط بالفيضان وبظهور نجم الشعرى اليمانية، واسمه بالمصرية القديمة “سبدت”. قبل اختراع السنة كمعيار لقياس الوقت كان العالم القديم يحسب الأحداث بالشهر المرتبط بظهور القمر. حسب المصريون أعمارهم وفترات حكم ملوكهم بالفيضانات. رصد كهنة العاصمة “أون” توافق ظهور النجم “سبدت” مع شروق الشمس أثناء فترة الفيضان، فتم حساب السنة بدقة تقترب من الحسابات الفلكية الحالية (365 يوماً أو 366 يوماً).
بداية التقويم المصري
يحتسب التقويم المصري بداية من سنة 4241 ق.م، وهو تاريخ أقدم دورة للنجم “سبدت” يوجد بعدها أدلة ووثائق حجرية وبرديات تفيد معرفة المصريين للسنة، وأهمها أسطورة خلق السنة المنقوشة على أحجار الممر الأفقي لهرم “أوناس” في سقارة في مدينة الجيزة.
رمز قدماء المصريين إلى شهور السنة المصرية بالأسماء التالية:
1_توت
وبالهيروغليفية تعنى (تهوب) وسماه المتأخرون (أله العلم) وكانوا يحتفلون به فى جميع إنحاء القطر لمدة أسبوع ولا يزال الأقباط يحتفلون بة الآن ويسمونه عيد النيروز.

2_بابه
وتعنى بالهيروغليفية (بى ثب وت) وهو آلة الزراعة حيث كانت الأرض تغطى بالمحاصيل الزراعية.
3_هاتور
اسم الزهرة آلة الجمال لان فى هذا الشهر تتزين وجه الأرض بالمزروعات وينسب أيضا الى حاتحور (هاتور)فى القبطية أله الحب والعطاء لأنها تعطى الأرض جمالها .
4_كيهك
وبالهيروغليفية (كاهاكا) وهو آلة الخير أو الثور المقدس.
5_طوبه
(طوبيا) اى الأعلى او الاسمى وكان يطق على ألة المطر ومن اسمه اشتق اسم طيبة.
6_أمشير
إشارة إلى عيد يرتبط بالاله “مخير”وهو الإله المسئول عن العواصف و الزوابع
جعابيب مخير وتعنى عواصف أمشير وتطلق لان بهذا الشهر العواصف والتغيرات المستمرة.
7_برمهات
وبالهيروغليفية تعنى (بامونت) أى الحرارة وتنضج فية المحاصيل الزراعية نظرا لحراة الجو.
8_برمودة
وبالهيروغليفية تعنى (باراهاموت) وهو اله الموتى او الفناء لان فية تنتهى المزروعات بعد جنى الثمار ويدل أيضا على عيد الحصاد الفرعونى (رنودة).
9-بشنس
وبالهيروغليفية تعنى (با خنسو) اى آلة الظلام لاعتقادهم انة يساعد على ازالة الظلام ولهذا يكون فى شهرة النهار أطول من الليل .
10_بؤونة
وبالهيروغليفية (با أونى) أله المعادن لان فيه تستوى المعادن والأحجار ولذلك يسمية العامة بؤونة الحجر.
11-أبيب
وبالهيروغليفية (هوبا) اى فرح السماء لان الفراعنة كانوا يفرحون فيه لزعمهم ان هوديس ألة الشمس انتقم فيه لأبية اوزرريس اى النيل من عدوة ايفون اى التحاريق.
12_مسرى
وبالهيروغليفية (مسو رع) أى ولادة رع أو(سا رع) ابن الشمس
أما عن الخمسة أيام الباقية من السنة، أوضح “أبو دشيش” أنها سميت “كوجى أتافوت”النسى أو الشهر الصغير، وهكذا أن المصريين استخدموا أول تقويما فلكيا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة.
شهور السنة المصرية متساوية كل منها 30 يوم، لذلك يوجد شهر صغير “كوجي” بالأيام المتبقية.
قبل شروق شمس المعرفة على سائر أنحاء العالم ساد ضوئها سماء مصر وأراضيها، وفى الوقت الذى تمتد فيه حضارات أمم عظيمة إلى مئات السنين تمتد حضارة المصريين إلى الاف السنين ، مع شروق يوم 11 من سبتمبر من كل عام تبدأ  أولى أيام السنة الفرعونية الجديدة  ، حيث أعلن التوقيت المصرى الفرعونى بداية عام 6255 وهو بذلك يسبق  نظيره الميلادي بأكثر من 4000 عام

احتفل المصريون القدماء بهذا اليوم واطلقو عليه ”ني- يارؤ” بمعنى ”يوم الأنهار” الذى هو ميعاد اكتمال فيضان نهر النيل، السبب الأول في الحياة لمصر، وتحرف الاسم فيما بعد إلى ”نيروز” وهو العيد الذى كان يُمثل أول يوم في السنة الزراعية الجديدة ، وقد اهتم المصريون بالاحتفال بعيد النيروز كتراث ثقافى مصرى قديم

راس.jpg

والسنة الفرعونية  هي سنة شمسية مرتبطة بالنجوم ، مقسمة إلى 12 شهرا بكل شهر 30 يوما ثم تليها خمسة أيام او ستة لتكملة باقي السنة ، وشهور السنة القبطية‏ هى : توت‏، بابه‏، هاتور‏، كيهك‏، طوبا‏، أمشير‏، برمهات‏، برموده‏، بشنس‏، يؤونة، أبيب‏، مسري‏، نسئ وهي لازالت مستخدمة في مصر ليس فقط علي المستوي الكنسي بل علي المستوي الشعبي أيضًا خاصة في الزراعة ، وقد وضع التقويم المصري القديم العلامة توت الذي اخترع الكتابة وكان عالما حكيما، ولذلك احترمه المصريون القدماء ووضعوه منزل الآلهة وأسموه بالإله توت أو تحوت وبدأوا أول شهور السنة باسمه ، وقد تم تعديل هذا النظام حوالي 238 قبل الميلاد بإضافة يوم كل أربع سنوات للسنة الفرعونية، بحيث يتم تثبيت بداية السنة مع الفصول وبذلك ثبتت بداية السنة في شهر سبتمبر.
التقاليد الفرعونية للاحتفال بعيد رأس السنة
من أقدم التقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بعيد رأس السنة صناعة الكعك والفطائر، وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتلازم مختلف الأعياد التي جعل لكل منها نوع خاص به، وكانت الفطائر مع بداية ظهورها في الأعياد تزين بالنقوش والطلاسم والتعاويذ الدينية.
وقد اتخذ عيد رأس السنة في الدولة الحديثة طابعاً دنيوياً، وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلى عيد شعبي له أفراحه ومباهجه ومعانيه.
وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بخروجهم إلى الحدائق والمتنزهات والحقول في الأيام الخمسة المنسية من العام، وتستمر احتفالاتهم بالعيد خلال تلك الأيام الخمسة – التي أسقطوها من التاريخ – وكانوا يقضون اليوم في زيارة المقابر، حاملين معهم سلال الرحمة (طلعة القرافة) كتعبير عن إحياء ذكرى موتاهم كلما انقضى عام، ورمز لعقيدة الخلود التي آمن بها المصريون القدماء. كما كانوا يقدمون القرابين للآلهة والمعبودات في نفس اليوم لتحمل نفس المعنى، ثم يقضون بقية الأيام في الاحتفال بالعيد بإقامة حفلات الرقص والموسيقى ومختلف الألعاب والمباريات والسباقات ووسائل الترفيه والتسلية العديدة التي تفننوا في ابتكارها.
ومن أكلاتهم المفضلة في عيد رأس السنة “بط الصيد” و “الأوز” الذي يشوونه في المزارع، والأسماك المجففة التي كانوا يعدون أنواعاً خاصة منها للعيد. أما مشروباتهم المفضلة في عيد رأس السنة فكانت “عصير العنب” أو “النبيذ الطازج” التخمير حيث كانت أعياد العصير تتفق مع أعياد رأس السنة. ومن العادات التي كانت متبعة- وخاصة في الدولة الحديثة- الاحتفال بعقد القران مع الاحتفال بعيد رأس السنة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة.
ومن التقاليد الإنسانية التي سنّها المصريون القدماء خلال الأيام المنسية أن ينسى الناس خلافاتهم وضغائنهم ومنازعاتهم، فتقام مجالس المصالحات بين العائلات المتخاصمة، وتحل كثير من المشاكل بالصلح الودي والصفح وتناسي الضغائن. وكانت تدخل ضمن شرائع العقيدة، حيث يطلب الإله من الناس أن ينسوا ما بينهم من ضغائن في عيده المقدس، عيد رأس السنة التي يجب أن تبدأ بالصفاء، والإخاء، والمودة بين الناس.
كان من التقاليد المتبعة أن يتسابق المتخاصمون.. كل مع أتباعه وأعوانه لزيارة خصمه أو عدوه، فيقتسم الضيف مع مضيفه، أو الخصم مع عدوه، كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وتبادل الأنخاب تأكيداً لما يقوله كتابهم المقدس: كتاب الموتى. “إن الخير أقوى من الشر والمحبة تطرد العداء.. وهكذا كان كثير من القضايا يُحل ودياً في العيد، ويتسابق كل إلى بيت خصمه، أو عدوه بصحبة أصدقائه ليكون له السبق في الصالح حتى ينال بَرَكة الإله في العيد المقدس كما تنص على ذلك تعاليم العقيدة”.
كما شاهد عيد رأس السنة – لأول مرة- استعراض الزهور “كرنفال الزهور” الذي ابتدعته كليوباترا ليكون أحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بعيد جلوسها على العرش مع عيد رأس السنة. وعندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم “عيد النيروز” أو “النوروز”. ومعناه باللغة الفارسية “اليوم الجديد” وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي .